داعش يقتحم بروكسل.. معبد الاتحاد الأوروبي يتداعى أمام الإرهاب

في أعقاب التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية، باريس، التي تُلقب بمدينة النور، منتصف نوفمبر الماضي، والتفجيرات التي شهدتها أيضًا العاصمة التركية، أنقرة، ومدينة أسطنبول، في 3 هجمات مختلفة متفرقة من حيث الزمان والمكان، سقط جرائها عشرات القتلى والمصابين، اتخذت كافة الدول الأوروبية إجراءات أمنية مُشددة لمواجهة ظاهرة تمدد الإرهاب التي باتت تسكن قلب القارة الخضراء، من ضمنها إغلاق عدد من الدول الأوروبية ابوابها وحدودها في وجه اللاجئين السوريين الفارين من رحى الحرب الطاحنة الدائرة في بلادهم,، وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات إلا أن الإرهاب تمكن صباح اليوم من مداهمة العاصمة البلجيكية والعاصمة السياسية، شبه الرسمية، للاتحاد الأوروبي، بروكسل.

وكانت 4 انفجارات متتالية هزت القلعة الحصينة للاتحاد الأوروبي سقط فيها أكثر من 30 قتيل، بحسب أنباء متضاربة التيتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، فقتل 21 شخصاً وأصيب 35 آخرين في تفجيرين وقعا في مطار بروكسل قرب مكتب خطوط طيران أميركان إيرلاينز، صباح اليوم الثلاثاء، ووبعد أقل من ساعة، هز انفجار جديد محطة قطارات قرب مبنى للاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية لدى وصول القطار إلى محطة مالبيك ومحطة شومان المجاوران حيث مقرات الاتحاد الأوروبي،*بحسب تصريحات منسوبة لشركة المترو البلجيكية، نقلتها عنها وكالة أنباء رويترز، أثناء ساعة الذروة الصباحية ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 15 شخص، بحسب وكالة الأنباء البلجيكية، التي نقلت عن المدعي العام البلجيكي، تأكيده بأن أحد هذه التفجيرات بروكسل كان هجوماً انتحارياً.

الأعمال التي وصفتها السلطات البلجيكية بـ”الإرهابية”، أعقبها إعلان تعليق رحلات الطيران، وكذلك القطارات إلى مطار بروكسل الذي حصل التفجيران في صالة المغادرة التابعة له، كما أخلي المطار بالكامل، وغيرت جميع الطائرات التي كانت في طريقها لمطار بروكسل مسارها وهبطت في دول أخرى، وتم رفع حالة التأهب في بلجيكا إلى الدرجة القصوى والسلطات تقرر إيفاد 225 جندي إضافي إلى بروكسل، وطالبت السلطات من المدنيين والسكان الالتزام بمنازلهم والبقاء بعيدًا عن الأماكن المزدحمة والتي شهدت أعمال إرهابية.

في السياق نفسه وصف الرئيس الفرنسي، في كلمة*نعي ومواساة للشعب البلجيكي التفجيرات التي شهدتها بلادهم صباح اليوم بـ”الهجمات الإرهابية” المماثلة لما شهدته بلاده في نوفمبر الماضي، التفجيرات التي ضربت قلب بروكسل جاءت كجرس إنذار من خطر الإرهاب الذي استدعى *تعزيز الإجراءات الأمنية في مطارات وشبكات مواصلات بدول أوروبية عدة منها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا ونشرت فرنسا 1600 شرطي إضافي على الحدود وفي وسائل النقل ودعت الدول الأوروبية إلى تعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب.

وجاءت التفجيرات عقب قيام السلطات الأمنية البلجيكية بالقبض على المٌشتبه به*الرئيسي في قضية التفجيرات التي هزت العاصمة الفرنسية أواخر العام الماضي، صلاح عبد السلام، الجمعة الماضية في بروكسل، وبحسب التلفزيون البلجيكي، قال شهود عيان أن شخص يتحدث العربية قام بإطلاق نار قبيل وقوع الانفجارين بمطار بروكسل وتم العثور على ثلاث أحزمة ناسفة في المطار.

ومن سير خط الأعمال الإرهابية التي تداهم قلعة القارة الخضراء منذ منتصف العام الماضي التي تفذها*عناصر المنتمية إلى تنظيم “داعش”، المُصنف تنظيم إرهابي في كل دول العالم،*بحسب تعليقات المصادر الأمنية الأوروبية والتصريحات السياسية من قادة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، التنظيم الذي تشن عليه دول العالم حربًا لا هوادة فيها في كل من سوريا والعراق، إلا أن هذه العناصر الإرهابية وبحسب العمليات التي نفذتها فهي تتبع قاعدة عسكرية قديمة هي*محاولة رفع علم القلعة المحاصرة بالمقلوب الرمز الذي*يدل لغة المصطلحات السياسية على البلاء وسقوط القلعة أو الحصن في يدي العدو وهي الإشارة التي استخدمت في كثير من تاريخ حروب القارة الأوروبية.