خدمة الحجاج.. إرث تاريخي ومهام جسام

أصبح اليوم الحج ميسراً لكل من أراد، فمهما بعدت المسافات فخلال ساعات معدودة يستطيع أي مسلم أن يصل إلى بلاد الحرمين الشريفين، ليجد الأمن والأمان الذي كان افتقده الحجيج في الماضي البعيد ، فشتان ما بين ظروف الحج بالأمس واليوم.

ويروي لنا المواطن السعودي “سلامة اللقماني” البالغ من العمر 90 عاماً، تفاصيل مثيرة عن الحج في الماضي القريب موضحا :إنه حجّ لأول مرة في عهد الملك عبدالعزيز وكان ذلك قبل ما يقرب من الـ70 عاماً، مستعيداً ذكريات الحج خلال 30 حجة أداها حتى الآن.

ووصف اللقماني مشاعر الحج قائلا: أنه انطلق لأول مرة للحج عام 1370هـ، مضيفاً أن المسعى كان ضيقاً جداً، وكانت المأكولات والملابس تُباع بين المسعى والمطاف، وكانوا يشترون السوبيا في المسعى، مشيراً لوجود ما كانت تُسمى وقتها “كلاب المسعى”، التي كانت لا تستوحش من #الحجاج مثل حمام الحرم حالياً.

وأشار إلى بعض المظاهر والتجاوزات التي كانت تحدث في #الحج بسبب جهل بعض الحجاج، مثل لعب الورق يوم عرفة وإقامة المحاورات الشعرية بين الشعراء وأداء العرضة، مؤكداً أنه بفضل التوعية والإرشاد توقفت هذه التجاوزات.

فمنذ تأسيس الدولة السعودية وحتى الآن لم تدخر المملكة جهداً في تيسير كل شيء على الحجيج، والعمل على راحتهم حيث بذلت ما في وسعها للارتقاء بالخدمات المختلفة الرامية إلى خدمة #ضيوف الرحمن.

فكان ولا يزال الحفاظ على أمن الحجاج، والعمل على راحتهم هو الشغل الشاغل لجميع حكام المملكة الذين يعملون دائما على إصدار التوجيهات الرامية لتقديم أفضل الخدمات للحجاج وخاصة الخدمات الصحية .

مع بداية عهد السعودية أهتم الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود منذ أول عام للحج تحت رعايته بتتبع الأحوال الصحية للحجاج وتفقد أحوالهم ، حيث خصص لذلك مقراً طبياً لمعاينة المرضى خاصة الفقراء منهم، وأصدر توجيهاته لنائبه في الحجاز عام 1344 ه في هذا الشأن».

وحرص #الملك عبد العزيز، على الارتقاء بالخدمات المقدمة للحج والحجيج وأمر في عام 1347ه بتأسيس مدرسة لتعليم المطوفين ونوابهم، يتلقون فيها دروساً في علم التوحيد، والعبادات، والمناسك وأدائها حسب ما دونه علماء السلف والأئمة الأربعة.

وتوالت المشاريع في عهد ملوك المملكة على مر السنوات الماضية مروراً بالملك سعود التي كانت أول توسعة للحرم الشريف في عهده، والملك فيصل، والملك خالد، مروراً بأكبر توسعة للحرمين التي نفذت في عهد الملك فهد، وصاحبها أضخم شبكة طرق وأنفاق في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، ثم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث شهدت #المشاعر المقدسة أكبر مشاريعها على مر التاريخ أبرزها جسر الجمرات العملاق، وقطار المشاعر، والتوسعة الضخمة في الحرم الشريف.

و*جاء الملك سمان بن عبد العزيز حفظه الله ليسير على نفس الدرب ويستكمل خطة #توسعات الحرم المكي الذي شهد إنجازا كبيرا في عهده كما أنه أشرف على الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة حيث قام بتطوير قطار المشاعر فضلا عن متابعته المستمرة لقطار الحرمين الذي سيحدث نقلة كبيرة *في قطاع النقل العام والخطوط الحديدية بالمملكة، فهذا المشروع الضخم الذي تعمل فيه حكومة خادم الحرمين والذي سيربط *بين المدينة المنورة ومكة المكرمة مروراً بجدة *سير بخطي متسارعة لخدمة حجاج بيت الله الحرام .





المحتوى من صحيفة ماب