مشاهدة النسخة كاملة : العتيبة: بعد عام من الاتفاق النووي.. إيران أكثر توحشا


ناقل الأخبار
2016-04-04, 06:22 PM
قال يوسف العتيبة سفير الإمارات بالولايات المتحدة في مقال له نشر بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية حول مساعي إيران التوسعية، إنه في الذكرى الأولى لوضع إطار الاتفاق النووي الإيراني والتي كانت أمس الأول السبت والتي أعلن فيها الرئيس باراك أوباما أن هذا الاتفاق سيجعل من العالم “أكثر أمنا”، أصبحت طهران الآن أكثر خطورة وتوحشا عن أي وقت مضى.

وأضاف العتيبة: نتمنى لو كان الأمر غير ذلك، فنحن في دولة الإمارات العربية المتحدة، نسعى لكافة سبل التعايش مع إيران. ربما لا توجد دولة أخرى أكثر استفادة منا في تطبيع العلاقات مع طهران، فذلك يمكن أن يخفف من حدة التوتر على بعد 100 ميل فقط من الخليج العربي، ما سيساعد في استعادة العلاقات التجارية الكاملة، والتعاون في مجال الطاقة والتبادل الثقافي، وبدء عملية لحل نزاع إقليمي بلغ 45 عاما”.

أضاف قائلا: لكن منذ الاتفاق النووي، مع ذلك، فقد ضاعفت من موقفها وعملياتها الاستفزازية، ففي أكتوبر ونوفمبر ومرة أخرى في أوائل شهر مارس، أجرت إيران اختبارات الصواريخ الباليستية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفي ديسمبر، أطلقت إيران صواريخ قريبة بشكل خطير من حاملة طائرات أمريكية في مضيق هرمز، قبل أسابيع فقط من اعتقالها لمجموعة من البحارة الأميركيين. وفي فبراير، زار وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان موسكو لإجراء محادثات لشراء طائرات ومقاتلات ومروحيات روسية بأكثر من 8 مليارات دولار.

وتابع قائلا: ومن جانب اليمن، حيث تعقد محادثات السلام الآن ما يتيح بعض الأمل الحقيقي، أعمال إيران التخريبية تزيد الوضع سوء. ففي الأسبوع الماضي، قبضت البحرية الفرنسية على مجموعة كبير من الأسلحة كانت في طريقها من إيران لدعم الحوثيين في تمردهم ضد الحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من الأمم المتحدة.

وفي أواخر فبراير، اعترضت البحرية الاسترالية سفينة قبالة ساحل عمان مع الآلاف من القذائف الصاروخية. فيما قال مسؤول عسكري إيراني كبير في الشهر الماضي إن طهران مستعدة لإرسال “مستشارين” عسكريين للمساعدة الحوثيين.

التدخل لم يتوقف عند هذا الحد، فمنذ بداية العام، وزادت طهران ووكلائها من جهودهم لتوفير عبوات ناسفة خارقة إلى خلايا شيعية في البحرين والمملكة العربية السعودية. ودعا الجنرال الإيراني السابق ومستشار مقرب من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لإيران بإلحاق جميع البحرينيين؛ وفي سوريا، تستمر إيران في نشر ميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني لدعم بشار الأسد.

كل ذكل دليل واضح على أن إيران لا تزال أكبر دولة راعية في العالم للإرهاب الذي يشكل تهديدا مستمرا ليس فقط للمنطقة ولكن للولايات المتحدة أيضا.

“الموت لأمريكا” كان دائما أكثر من مجرد شعار قبيح، فقد كان جزء من السياسة الإيرانية؛ وقد دبرت إيران هجمات إرهابية لا تعد ولا تحصى ضد الأمريكيين: من ثكنات المارينز في بيروت لأبراج الخبر في المملكة العربية السعودية. وخلال حرب أفغانستان، دفعت إيران لمقاتلي طالبان 1000 دولار على كل أمريكي يقتلونه.

وفي العراق، إيران هي من أرسلت العبوات الناسفة التي قتلت أو شوهت آلاف الجنود الأمريكيين. وفي الأسابيع الأخيرة اتهمت محكمة فيدرالية أمريكية سبعة قراصنة إيرانيين بالهجوم السيرياني ضد البنوك الأمريكية والبنية التحتية الحيوية.

فكما قال هنري كيسنجر ذات مرة، إيران يمكن أن تكون إما دولة أو قضية. اليوم “إيران القضية” تكشف قليلا من نفس النوع من البراجماتية والاعتدال في السياسات والسلوك الإقليمية كما فعلت في المحادثات النووية.

وفي الأسبوع الماضي، أصر خامنئي على أن الصواريخ الباليستية شيئا أساسيا لمستقبل الجمهورية الإسلامية، حيث قال “هؤلاء الذين يقولون إن المستقبل هو في المفاوضات، وليس في الصواريخ، إما جهلة أو خونة”.

وأصبح من الواضح الآن أنه بعد سنة واحدة منذ الاتفاق على الإطار المتفق عليه، إيران تعتبره فرصة لزيادة الأعمال العدائية في المنطقة. ولكن بدلا من قبول هذا الأمر الواقع المؤسف، يجب على المجتمع الدولي أن يكثف من إجراءاته لوقف طموحات إيران الاستراتيجية.

لقد حان الوقت لتسليط الضوء على أعمال إيران العدائية في جميع أنحاء المنطقة. ففي قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر، ينبغي على الولايات المتحدة، والإمارات، والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين وعمان التوصل إلى اتفاق على آلية مشتركة لرصد وفضح ووقف العدوان الإيراني. وينبغي أن تشمل هذه التدابير المحددة منع دعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن، ووحدات حزب الله في سوريا ولبنان، والخلايا الإرهابية المرتبطة بها في المملكة العربية السعودية والبحرين.

والتدابير الجزئية الأخيرة ضد انتهاكات إيران لحظر الصواريخ الباليستية ليست كافية. وإذا استمر هذا العدوان، يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي توضيح أن إيران ستواجه مجموعة كاملة من العقوبات وغيرها من الخطوات ما زالت متاحة لقرارات الأمم المتحدة وفي الاتفاق النووي نفسه.

يجب أن تتوقف إيران عن زعزعة استقرار المنطقة. وحتى يحدث، يجب ألا تحجب آمالنا في إيران جديدة حقيقة أن إيران القديمة إلى حد كبير لا تزال معنا، وبنفس الخطورة والتدمير من أي وقت مضى.

Adsense Management by Losha