مشاهدة النسخة كاملة : صَيْد ذاك السّجِيْن للسَّمَك!


ناقل الأخبار
2017-01-03, 09:43 AM
عبد الله منور الجميلي



الأسبوع الماضي كان الاحتفال السنوي بـ(أسبوع الـنّـزِيل الخليجي) الذي يهدف إلى نشر ثقافة احتواء، ورعاية نزلاء ونزيلات السّجون، وضرورة مساهمة المجتمع بمؤسساته كافة في إصلاحهم، والعناية بأُسْرهم ورعايتها، والترسيخ بأنها ضحية بلا ذنب!
وهنا بعيداً عن دور المؤسسات الحكومية في هذا الجانب التي نقدرها، ذَهْـبْـتُ أفَـتِّـشُ عن الجمعيات أو الـلّـجان الخيرية المعنية بالسجناء وأسَـرهِــم في المملكة؛ ومن خلال برامجها وما تحمله مواقعها الإلكترونية – ومع الاعتراف بإخلاص وجهود القائمين عليها – إلا أن واقع معظمها لايخرج عن نشاطات نمطية تقليدية تقوم على الصّـدقات المالية أو العَـيْـنِـيّــة كــ (المبالغ المقطوعة، وكسوتي الصيف والشتاء، ومستلزمات المدرسة…)!
ولذا أجزم أن تلك اللجان أو الجمعيات مطالبة بإعادة صياغة رؤيتها ورسالتها وأهدافها، وتنفيذ خطة استراتيجية لِـجَـلْــبِ استثمارات لها، وصناعة برامج نوعية مختلفة لخدمة الـسّـجِـيــن وأُسْــرَته نفسياً وفكرياً واجتماعياً، ولِـتَـعْـمَـل على تأهيلهما ليكونا قادرين على صَــيْــد السمك بَـنَـفْـسَـيْـهِـمَـا، بدل أن ينتظراه كل يوم صَـدقة من هذا أو ذاك!
ومن المشروعات التي أقترحها في هذا الميدان، والبداية فيما يخص السجناء والسجينات: (برامج للرعاية الفكرية والنفسية تقدم بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة كالجامعات والكراسي العلمية، وأخرى إصلاحية تتعامل مع السجناء بحسب ما ارتكبوه؛ لبيان خطورة ما فعلوه، ولِـتَـخليصهم من أبعاده المختلفة، وتعليمية لكافة المراحل تقدم بالتعاون مع المدارس والجامعات الحكومية والأهلية عبر اتفاقيات شراكة، ولاسيما الأهلي الذي بإمكانه تقديم منح دراسية مجانية.
وهناك البرامج التدريبية لتطوير القدرات الشخصية للسجين في مجالات بناء الذَّات والحوار والاتصال الفعال، والتكيف مع بيئته، والتدريبية التي تُـكْـسِـبه خبرة ومهنة يمارسها أثناء سجْـنِـه، ومِـن ثَـمَّ بعد خروجه كـدورات (البرمجة، وصيانة الجوالات والأجهزة الإلكترونية، والمهن اليدوية وغيرها)، على أن تُـنَـفّـذ عن طريق مؤسسات حكومية وخاصة متعاونة مع اللجان والجمعيات!
أعزائي حكمت مساحة المقال بالتوقف في هذه اللحظة، فتكرموا مشكورين بأن لا تذهبوا بعيداً، فـغَــدا سنتحدث عن برامج لخدمة أُسَــر السجناء!



نقلا عن “المدينة”.



المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha