مشاهدة النسخة كاملة : من يقود الآخر؟!


ناقل الأخبار
2016-12-06, 02:46 PM
يعيش العالم اليوم ثورة اتصالية كبرى، أهم ملامحها تنوع أدوات وسائل الاتصال ، وتعدد استخداماتها، وتنامي أعداد مستخدميها، وهو ما ألقى بظلاله على العديد من المجالات أبرزها الإعلام؟!، إذ ظهرت مفاهيم وتطبيقات إعلامية جديدة، ساهمت في تنوع مصادر المعلومة وسرعة وصولها، لتضاف إلى الوسائل الإعلامية التقليدية، كالصحافة والإذاعة والتلفزيون، العصفور “توتير” كان أهم الضيوف الجدد على الإعلام* خاصة بعد أن أصبح الأكثر متابعة وتداولاً بين الجمهور في السعودية .

أصبحت “وسائل التواصل الاجتماعي” وأهمها “تويتر” واقعاً لا مفر منه خاصة بعد أن دشن معظم مسؤولي الدولة حساباتهم الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي وسبقتهم المؤسسات الحكومية والأهلية والأفراد بهدف تبادل المعلومات والمشاركة الاجتماعية خارج وسائل الإعلام التقليدي، والذي بدوره ناقض العديد من النظريات الإعلامية الشائعة والتي تعتبر الجمهور “متلقي” فقط والوسيلة الإعلامية مصدر للرسالة والمعلومات ، لكن “وسائل التواصل الاجتماعي” عكست هذا المفهوم إذ أصبح الجمهور ليس مستقبلاً فقط بل مرسل ومستقبل ومتفاعل ومناقشاً ومفسراً حسب الحاجات النفسية والاجتماعية له، كل ذلك عبر حسابه الخاص على منصات التواصل.

لم تكتفي وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بذلك، بل استطاعت في الآونة الأخيرة أن توجه الوسائل التقليدية ( صحافة – إذاعة – تلفزيون ) إلى مناقشة وطرح وتبني المواضيع التي يتم تداولها بين المستخدمين الذين أصبحوا مصادر للمعلومات وموجهين أيضاً لوسائل الإعلام المعروفة، حيث توشح الجمهور برداء الصحفي دون علمه وهذا ما يسميه المختصين بـ “صحافة المواطن”، كما نلاحظ اعتماد العديد من العاملين في “التقليدية” بشكل كبير على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي في اختيار مواضيع البرامج والأخبار، كما فرضت وسائل التواصل نفسها على الإعلام التقليدي بكونها “مصدر للمعلومة المباشرة” على غير ما كان سابقاً، وهذا ما يؤكد قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في رسم اتجاه الرأي العام نحو قضية أو فكر وإجبار “معدي البرامج” ومحرري الصحف الورقية و الإلكترونية ومواقع الوكالات الرسمية في متابعة ما وراء الخبر وأخذ التصريحات وصناعة القصص الصحفية من ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من “حسابات” المسؤولين والجهات الحكومية والأهلية والأفراد المؤثرين، وآخرها تصريح وزير الطاقة المهندس خالد الفالح عبر حسابه في تويتر والذي تناقلته وسائل الإعلام التقليدي بشكل كبير عن (تأجيل افتتاح مركز الملك عبدالعزيز للإثراء المعرفي).

اتخذت وسائل الإعلام التقليدي خطوة احترازية مهمة لاحظناها مؤخراً وهي تطويع التواصل الاجتماعي في أجندتها ، رغم ذلك لم تسلم من قوة تأثير الإعلام الجديد في توجيه بعض العاملين لديها إلى ما تحب “الجديدة” ومستخدميها، بعد كل هذا الصراع المستمر بين الإعلام التقليدي والجديد على “كيكة” الفضاء الإعلامي الشاسع، هل سيظهر لنا وسيلة أخرى تلبي رغبات وحاجات الإنسان بشكل أوسع وأكثر تطوراً وسهولة من الوسائل الموجودة حالياً.



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha