مشاهدة النسخة كاملة : الملف الأخضر وغياب الدور الإعلامي‎


ناقل الأخبار
2016-08-16, 09:52 AM
العلم أساس الحياة ، ومن العلماء تفوح أطيب الكلمات ، ومجالستهم تُكمل النواقص وتجعلك أكثر جمالاً ، لأنك عندما تكون عالماً تكون أرفع خُلقاً ، وأهذب فعلاً . ان الله – جلّ جلاله – عندما أنزل الوحي على نبينا محمد ، أمره قبل بعثه بالقراءة لأنها مفتاح العلم ،*وهذا يدلنا على ان العلم من أهم ركائز الحياة ، فبالعلم تنهض الأمم ، وتنفض غبار التخلف والجهل .*

يقول العالم أحمد زويل الذي رحل قبل أيام ، وترك لنا كلمته التي تحكي واقعنا المؤلم : ” الغرب ليسوا عباقرة ، ونحن أغبياء ، هم يدعمون الفاشل حتى ينجح ، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل ” ، وهذه هي الحقيقة المُرّة للأسف ، فالمملكة العربية السعودية تمتلك من العباقرة ماتجعلها من الدول المتقدمة ، ولكن عدم استثمار جهود شبابها ، وتوفير لهم بيئة عمل يعملون بها لتطوير مواهبهم وتشغليها ليقدموها فيما ينفع البلاد ، سبب كبير في نشر الفراغ الذي قتل المواهب ، وجعل البعض منهم ينحرفون عن الطريق السليم ، وللأسف أنا أحد الشباب الذين عانوا من الفراغ .

العالم يتقدم ونحن نتراجع ، وكل دولة تتباهى بمخترعيها ، وتنمّي مواهب شبابها لأنها تراهم مستقبل البلاد ، وتوفر لهم سُبُل الراحة وأماكن ملائمة لتقديم أفضل مالديهم *، ونحن العرب للأسف لم نجد متنفساً غير الرياضة ، وياليتنا نكون رياضيين في أرض الواقع !

وكما أن للإعلام دورٌ كبير في دفع الشباب إلى ممارسة الهوايات، وبثّ الحماسة فيهم من خلال نشر مايقومون به من إبداعات ، الا أن إعلامنا في سُبات ، فـ الدكتورة مها المزيني التي أبدعت في عالم الطب ، وهي مؤسسة أول مختبر للأبحاث الخاصة بفيروس نقص المناعة ، وهي الحاصلة على لقب أفضل إمرأة في الشرق الأوسط *وشمال افريقيا الصادرة من اليونيسكو ، والتي تزيّنت شوارع دبي بصورها ، أين إعلامنا عنها ؟ ، لماذا لم يبرزها بشكل أكبر كما يبرز البعض !

ولاننسى البروفيسورة غادة المطيري العالمة الكيميائية ، التي نذرت عمرها للعلم ، ولتقديم أفضل ما يمكن للحياة البشرية ، سألها إحدى المرات الكاتب الصديق محمد حطحوط عن عودتها للوطن؟ ، فردّت قائلة : عقلية الملف الأخضر تحول بيني وبين العودة للوطن ! ، تقدم العالم ونحن لا تزال قضيتنا الملف الأخضر ، وهذه احدى القضايا الكبرى ، والتي أنتهكت مواهب فذّة وعديدة ، لو شُغلتْ لـ أشتغلت لتحركنا إلى *الأمام .

كل ماذُكر غيض من فيض ، والعديد العديد من الأسماء اللامعة التي يجهلها مجتمعنا الغائب عن سماء المبدعين ، والمشغول برؤية بعض الفارغين ، والسبب تجاهل إعلامنا عن الملهمين السعوديين . ماذا سوف يكون لو دعم المجتمع والإعلام بأكمله هؤلاء الذين شرفوا الوطن في الخارج ؟ سوف تكون لهم دفعة معنوية لتقديم الأفضل ، والإبحار في سماء الإبداع ليُخلد أسماؤهم في التاريخ.

إن نيوتن ، وأرسطوا ، وغاليليو ، وغيرهم من العلماء ، لم نراهم لكن الغرب مجدّ أسماؤهم ، وتوارثوا أقوالهم فيما بينهم حتى أتت إلينا ، فلماذا لا نمجد العلماء العرب الذين يستحقون منا ذلك ؟ ونتمسك بما نصحوا به وبما قدموه من اختراعات مشرفة *. نُفاخر بالعلماء الغربيين ونهمش علماؤنا الذين لولا علمهم لما تقدّم العالم الغربي .



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha