مشاهدة النسخة كاملة : الفالوجة.. معركة العراق ضد التقسيم الطائفي والإرهاب


ناقل الأخبار
2016-05-30, 07:05 PM
منذ 13 عاما والعراق يعاني نفس المشكلات، لا سلطة سياسية متوازنة، ولا أمن أواستقرار، وكلما واجهت حكومات العراق، ضغوطا شعبية، كانت إيران حاضرة في التفاصيل، وكانت مهمة الأحزاب الدينية تبرير سياسات الفساد والفوضى القائمة، فمنذ الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق الذي سلّم العراق على بحر من الدماء لملالي إيران وسمح لهم بإرسال مليشيات الشر الطائفية التي غزت العراق وبدأت ومنذ عام 2003 بالإبادة المتدرّجة للعرب السنة، توطن البلاء الذي يعيشه العراق.

وتعيش الفالوجة، الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة بغداد، ضمن تقسيم النطاق الجغرافي لمحافظة الأنبار حربًا طاحنة بين عناصر تنظيم “داعش” التي تسيطر على المدينة منذ أغسطس 2014، وقوات الجيش العراقي والذي تشاركه كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وقوات منظمة بدر الشيعية في المعارك، وكان راجع العيساوي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار قد حذر الحكومة العراقية من دخول الحشد الشعبي، المؤلف بنسبة كبيرة من مجموعات مسلحة شيعية، إلى الفالوجة إذا وقع اقتحامها.

وأشار محمد البكر، في مقاله “العراق بين الاتحاد الخليجي وإيران”، إلى أنه لا يمكن تقبل توغل الإيرانيين في عراق العروبة والحضارة والتاريخ العريق، حتى لو كان المشهد السياسي الحالي، والواقع العسكري الميداني، يجعل العراق وكأنه جزء تابع لإيران، فإن العراقيين بكل مشاربهم ومذاهبهم وأصولهم، بكل مخترعيهم وعلمائهم ومبدعيهم، كل أولئك يدركون أن الانتماء العراقي للعرب، أكبر بكثير من علاقة مصلحية وقتية تجمع النظام الإيراني ببعض القادة المتمصلحين من هذا التعاون الإجرامي، رغم كل ما سببه التوغل الإيراني من تأثير في مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والرياضية للعراق، فضلا عن زرع الحقد والفتنة والبغضاء بين أبناء دول مجلس التعاون والعراق.

وأوضح جاسر عبدالعزيز الجاسر، في مقاله “مسؤولية مَن ما يجري في الفالوجة؟”، بجريدة الجزيرة السعودية، أن ما يحصل في العراق يظهر الكثير من المتناقضات والتجاوز الأخلاقي، موضحًا أن ميلشيات الحشد الشعبي بقيادة قاسم سليماني الذي يشرف على عمليات قتل أهالي الفالوجة من العرب السنة في معركة يوجد فيها المستشارون الأمريكيون وقادة الجيش العراقي، تحت عنوان تخليص أهل الفلوجة من إرهاب داعش،مشيرًا إلى أن أولى نتائج مشاركة ميليشيات الحشد الشيعي تتجلى في تدمير مسجدين في مدينة الكرمة المجاورة للفالوجة وحرقهم لدائرة الجنسية والأحوال المدنية لمحو سجلات أهل المدينة وترحيل سكان الكرمة من العرب السنة وإحلال ما يستقدمونه من أهل الجنوب والإيرانيين لإحداث التغيير الديمغرافي الذي ينفذه عملاء ملالي إيران.

وأضاف دكتور جاسر الحربش الرمزية، في مقاله “في الاستهداف المستمر للفالوجة”، أنه يوجد في مدينة الفالوجة قرابة خمسين ألف مواطن، ثلاثة أرباعهم نساء وأطفال، وحسب التقديرات العسكرية والاستخبارية يوجد بينهم ستمائة إرهابي داعشي، ولكن القوات المحاصرة حالياً للفالوجة تتكون من عشرين ألف مجند عراقي وثلاثمائة مستشار أمريكي ومجموعات غير محددة العدد من الحشد الشعبي الشيعي برئاسة قاسم سليماني وهادي العامري وأوس الخفاجي، الذي وصفهم بـ”عتاة الطائفية والإرهاب”، مبديًا توقعه بأن الفالوجة سوف تهدم مرة أخرى ويقتل الكثير من أهلها ويُشرّد الباقون، وسوف ينهب الحشد الشعبي ممتلكاتهم مثلما فعل في تكريت والمقدادية والرمادي.

وقالت جريدة اليوم في كلمتها، بعنوان “تحرير الفالوجة.. وتحرير الإرادة العراقية!!”، إن منظومة الحكم رهنت إرادة العراق وسيادته لصالح إيران، وتعمل على محو هوية الشيعة العرب واعتبارهم جزءا من الهوية السياسية لفارس، موضحة أن الإرهاب في العراق جزء كبير منه ممارسة سياسية، من حل الجيش العراقي إلى اجتثاث السنة وغياب التمثيل العادل لهم في السلطات السياسية وغياب التنمية نتيجة تعاظم الفساد، جعل العراقيين سنة وشيعة يلتقون على هم واحد، بأن هذه حكومات فاسدة وتابعة لإيران، ولا حل للعراق إلا بتغيير العملية السياسية، ونهاء نظام المحاصصة الطائفية.




المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha