مشاهدة النسخة كاملة : مقالي محجوب في السعودية!


ناقل الأخبار
2016-04-19, 05:47 AM
لهذا المقال الذي قرأه أكثر من مليون عربي وترجم للغات أخرى. *قصة فدعوني أرويها لكم:

سألتني ابنتي منيره ذات يوم وهي مستاءة وكانت حينها في الصف الثاني ثانوي. سألتني عن حكم الرجل الذي لا يصلي جماعة في المسجد. بعد أن روت لي ردة فعل صديقتها في الصف والتي احتجت على المعلمة وهي تشرح حكم تارك صلاة الجماعة والحكم عليه بالنفاق. والد الطالبة كان مربيًا جيدًا. ينفق على الأيتام ويبهج كل من حوله. وابنته وقعت في حيرة من أمرها. بين الأب المنافق في نظر مناهجنا الدينية وبين الأب صاحب الخلق النبيل. فأجبت ابنتي بأنني سأكتب مقالاً يعبر عن خواطر صديقتك وسأنشره في موقع أدب فن. لأنني متأكدة من رفض الصحافة السعودية نشره. هكذا كل ما في الأمر..!*

في المدرسة علمونا بأن الذي لا يصلي جماعه في المسجد: منافق. أبي كان واحد منهم!

و بأن شارب الدخان: فاسق ! أخي محمد كان واحدا منهم!

و بأن المسبل لـ ثوبه: اقتطع لنفسه قطعه من نار! أخي طارق كان واحدا منهم !

و بأن وجه أمي الجميل: فتنة! لكن لا أحد يشبه أمي و بأن اختي مريم التي تطرب لـ عبدالحليم: سيصب الحديد المذاب في أذنها مالم تتب! لقد فاتني أن أقول لهم بأنها أيضا تحبه، فهل ستحشر معه ؟ أظنهم سيحكمون بذلك. علموني بأن جامعتي المختلطة وكرا للدعارة. رغم أنها علمتني أشرف مهنه و هي الطب ! و بأني أنا ، الساكتة عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر: شريكة في الاثم و العقاب ! و بأن صديقتي سلوى التي دعتني لحفلة عيد ميلادها: صديقة سوء ! و بأن خادمتنا المسيحية: نجسه ! و صديقتي الشيعية: أكثر خبثا من اليهود ! و بأن خالي المثقف: علماني !

لكني اكتشفت بأن أبي أطيب مخلوق في العالم ، كان يقبلني كل ليله قبل أن أنام ، ويترك لي مبلغا من المال كلما سافر من أجل عمله. أخي محمد و طارق كانا أيضا أكبر مما تصورته عنهما. محمد يرأس جمعيه خيرية في احدى جامعات استراليا. و طارق يعمل متطوعا في مركز أيتام المدينة كـ مدرب للكارتيه. أما أختي التي تصغرني بأربع سنوات فقد حرمت نفسها من الزواج بعد وفاة أمي من أجلنا. أمي ؟ يكفي أنها تلتحف التراب و أبي راض عنها ! جامعتي المختلطة ؟ كونت لي أسره سعيدة بـزواجي من رئيس قسم الجراحة. من خلالها ربيت أطفاله الثلاثة بعد فقد والدتهم. أما كيف اقضي وقت فراغي؟ فكانت صديقتي سلوى هي المنفذ الوحيد لي ، لقد تعلمنا سويا كيف نغزل الكنزات الصوفية، و ندهن العلب الفارغة لـ بيعها في بزار لصالح الأسر المحتاجة. أختي مريم من كانت تدير هذا البزار السنوي. ماذا عن خادمتنا؟ أنا لا أتذكر منها سوى دموعها الرقراقة. يومها أنقذتنا من حادث حريق كان سيلتهمني و أخوتي بعد ان أصيبت هي ببعض الحروق .. زميلتي الشيعيه ! هي من أسعفتني أثناء رحلة لحديقة الحيوانات. يومها سقطت في بركه قذره للبط. فلحقت بي و كُسرت ذراعها في الوحل من أجلي. عمي؟ هو من بنى مسجدا و سماه باسم جدتي.

وأنا ؟ لا أزال أسأل: لماذا يعلمونا أن نكره الآخرين ؟!



بلقيس الملحم/ شاعرة وقاصة

سفيرة الثقافة بالمجان في الخليج العربي

Adsense Management by Losha