مشاهدة النسخة كاملة : بعيدًا عن ?كل الخوف?


ناقل الأخبار
2016-04-07, 01:40 PM
عبده خال

سيكون لنا في كل يوم شهيد.

وها هو الشهيد الأخير يودعنا من بين صفوف طويلة تنتظر الشهادة.

رحم الله الشهيد العقيد كتاب ماجد الحمادي الذي اغتاله الإرهاب المدفوع بآراء وفقه مشايخ الجهاد التكفيري.

ومنذ انفجار ثورة التواصل وتنظيم القاعدة (ثم ربيبتها داعش) يسيحون في الفضاء الإلكتروني لتوزيع التحريض ضد الدولة وعلمائها ورجالتها، وقد منحتهم الشبكة العنكبوتية الفرصة للتمدد بعد أن كان تمددهم بطيئا من خلال الكتب والأشرطة واستقطاب المتعاطفين وتحويلهم إلى أبواق لإسقاط الدولة من خلال ثلاثة ركائز: اتهام ولاة الأمر في دينهم وإدخالهم ضمن تهمة مولاة الكفار وتعطيل شرع الله، ثم إسقاط هيئة كبار العلماء بالتشكيك في علمهم ومهادنتهم للحاكم، ثم نشر الإشاعات وإلصاق التهم برجال الأمن وتحديدا رجال المباحث.

هذه الركائز كانت هي الأهداف الرئيسية لإسقاط الحكم من قبل التكفير الجهادي، وخلال السنوات الماضية خرج علينا كثير من المقولات عن الحكام والعلماء وقتل (غيلة) رجال الأمن..

ويبدو أن الربيبة داعش تخصصت في قتل رجال الأمن -أخيرا- من خلال استقطاب الفتيان الغر لتنفيذ مخططهم وربطهم بمشايخ ينتهجون التوجه الجهادي التكفيري أمثال: أبو محمد المقدسي (اسمه عصام برقاوي) وأبو قتادة الفلسطيني وأبو بصير عبدالمنعم حليمة وأيمن الظواهري ومحمد الظواهري وأسماء كثيرة ملء السمع والبصر يظهرون من خلال قنوات فضائية (وعليهم السلام) وكل هؤلاء التكفيريين خرجوا من كتب تراثية وحديثة تحث على القتل لكل ما هو قائم على أمل أن يثمر عملهم للوصول إلى الحلم الكبير، وبذلك تم إنشاء تنظيمات سرية في كل الدول التي تحدث عنها أيمن الظواهري في أحد كتبه (لقد بدأ الصراع وهو مستمر في تصاعده، ولن يتوقف قبل تحرير القدس، ومكة!، والمدينة!، والقاهرة، وجروزمي، إن شاء الله) ليتقاطع خطابه مع بقية الخطابات الحركية الساعية لمجد الخلافة الإسلامية.

وجل كتب الجهاد التكفيري متواجدة على الفضاء ولايزال المنظرون للفكر التكفيري الجهادي قائمين حتى في الداخل..

إذن نحن نعرف أهداف هؤلاء الإرهابيين ووسائلهم والحجج التي يسيرون بها ليصبح السؤال: لماذا لا تتحرك المؤسسات والعلماء وكتاب الرأي في بيان فساد الحجة والمصادر التي يستقي الإرهابيون منها حججهم بمعنى لماذا لم نفلح في الوصول إلى الشباب وإعطائهم حزمة من الوعي لما يسمعون أو يقال لهم؟ لماذا؟

ربما نقول إن هذه المهمة لا تزال تحث الخطى وتسعى للوصول إلى إظهار ضعف وركاكة الأفكار الإرهابية، ومع الاحترام الشديد لمثل هذا القول يمكننا التدليل في عدم الوصول للشباب بما يحدث من قتل لكل قريب يعمل في الأمن.

لنعترف بأننا لم نصل إلى الطريق المؤدي إلى الإقناع، وكل الخوف أن يتصدى للخطاب الموجه للشباب من يستقي حججه من النبع نفسه.

وصدقا وبعيدا عن جملة (كل الخوف) لايزال نبع الإرهاب فياضا بما هو أدهى.

رحم الله الشهيد العقيد كتاب ماجد الحمادي وأسكنه جنانه، ومازلنا نقول لكل الإرهاب المتفشي في أنحاء العالم والمتقصد وحدتنا، نقول له: نحن لحمة واحدة.. ومزاعمكم وكتبكم ومشايخكم سيفنيهم صمود شعب.

نقلا عن عكاظ .

Adsense Management by Losha