مشاهدة النسخة كاملة : لبنان: الاكتفاء بالبطاقة الصفراء


ناقل الأخبار
2016-02-25, 11:04 AM
سالم بن أحمد سحاب

‏لم تتردد المملكة عبر تاريخها الطويل في دعم لبنان ماديًّا وسياسيًّا لاعتبارات كثيرة، التاريخية منها، والأخوية. وبلغت ذروة العلاقة الطيبة أيام رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتالته يد الغدر النصيرية المجوسية الصفوية.

‏ومنذ مقتل الحريري بدأ انحراف السياسة اللبنانية رويدًا رويدًا، وعمل حزب الشيطان بقيادة حسن زميرة، وتوجيه من طهران على اختزال الدولة في الحزب سياسيًّا وعسكريًّا، حتى أن اختيار رئيس الدولة لم يتم حتّى اللحظة منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق قبل ثلاث سنوات أو أكثر.

‏ويبدو أن الساسة في لبنان -بما فيهم السُّنَّة- الموكل إليهم نظريًّا السلطة التنفيذية، يراهنون دائمًا على سياسة التسامح التي تبديها المملكة، أو هو غض الطرف عن إساءة هنا، أو هناك، وهو رهان بدا خاسرًا تمامًا، بعد أن قررت المملكة التحرّك للردّ في أبسط صِوَره، مع أن المتاح للرد كثير وكبير.

لقد طال صبر المملكة في مواجهة هذا الغر الأهوج، صاحب اللسان الأعوج، الذي يتحدّث بلسانٍ عربي مبين، لكن بقلب صفوي لعين، وطال صبر المملكة إزاء المواقف السياسية التي يتّخذها أصحاب القرار هناك، والتي تُملى عليهم من طهران بدقة، كأنما هي مسطرة لا يحيدون عنها، ليرسِّخوا في الأذهان أن لبنان كما هو العراق والشام، بات (لعبة) في يد أصحاب العمائم، وشيوخ المخازي من قم إلى طهران.

لم تعدْ سياسة التجاهل مجدية في عالم يموج بالتحالفات الشيطانية، وبالمخططات الماكرة، وبالاضطرابات المتتالية. هكذا قررت القيادة الحكيمة في بلادنا أن تبدأ الخطوة الأولى نحو تصحيح هذه الأوضاع الشاذّة، فأعلنت إلغاء دعم تسليح الجيش اللبناني بصفقة قوامها 3 مليارات دولار، وهو مبلغ لو تعلمون عظيم. الأسلحة كانت ستذهب لتسليح جيش ينتمي بعض أفراده إلى حزب الشيطان (الأرجوزة) في يد معممي طهران، يأخذون السلاح ليعيدوا توجيهه إلى صدور المعارضة السُّنية المعتدلة في الشام، بل وإلى أبناء السُّنَّة المسالمين في لبنان.

المزعج هو الموقف السياسي الرسمي الذي يزعم وقوفه على الحياد بين حق وباطل، ولا تفسير له سوى الانحياز إلى الباطل.

سياسة المملكة اليوم غير، وعلى الأصدقاء والأعداء الانتباه للكروت الصفراء والحمراء!!

نقلا عن المدينة .

Adsense Management by Losha