مشاهدة النسخة كاملة : الخارجية اللبنانية تغرد من طهران خارج السرب العربي


ناقل الأخبار
2016-01-25, 02:59 PM
– لبنان تغرد خارج سرب العروبة

– بيروت حصان طروادة إيران الأخير

– تأثير القرار على العلاقات الدبلوماسية اللبنانية السعودية

تساؤلات عدة ثارت في المخيلات بعد ما أعلنت الخارجية اللبنانية نأيها عن قرارات البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي الطارئ لمجلس وزراء الخارجية منظمة التعاون الإسلامي بمقر المنظمة بجدة، الخميس الماضي، *21 يناير الجاري، وسلك وفد خارجية الجمهروية اللبنانية مسلك وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي أعلن رفضه البيان نظرًا لما فيه من إدانات عربية ودولية تجاه*تهاون السلطات الإيرانية في توفير الدعم اللازم لجماية مقرات بعثة خادم الحرمين الشريفين الدبلوماسية بها.

وهي ليست المرة الأولى التي يعلن وفد خارجية الجمهورية اللبنانية النأي ببلاده عن موقف عربي موحد وجامع،كما سبق أن أبدى جبران باسيل تحفظه على التحالف العربي الإسلامي، الذي سوّق على أنه يهدف إلى احتواء النفوذ الإيراني، والذي بسببها*طالب رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجارالله تعليق عضوية الجمهورية اللبنانية في جامعة الدول العربية، لافتًا أن أن الموقف اللبناني في الجامعة العربية حيال العدوان الملالوي على المملكة أثبت بجدارة أن هذه الدولة محتلة من إيران، وبات من الضروري تنحيتها من المجالس العربية والمواقف الموحدة لأنها في كل ما يتعلق بتدخلات نظام الملالي وممارساته العدوانية في العالم العربي يتكلم صوت لبنانياً بلغة إيرانية، ما يوجب خروجها من العروبة والتضامن، بسبب هذه الحالة الشاذة التي تتطلب اتخاذ الإجراء المؤسسي الصريح، أي تعليق عضوتها كي لا يبقى حصان طروادة إيرانياً في الجامعة.

الموقف الذي رفضه سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، مستنكرًا في بيان نشره الحريري على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، نأى وزير الخارجية اللبنانية، جبران باسيل، الحليف لحزب الله، بالبلاد للمرة الثانية عن موقف سياسي عربي جامع التي شكلت قاعدة ذهبية للدبلوماسية اللبنانية منذ الاستقلال، متسائلًا إذا كانت الحكومة والخارجية بصدد محاولة للنأي بالدبلوماسية بعيدا عن لبنان وعروبته نحو إيران وعدوانيتها ومصالحها التوسعية؟، وهو ما عبرت عنه ريشة رسام الكاريكاتير طلال الشعشاع في 17 يناير الجاري بجريدة الجزيرة السعودية.

http://www.mapnews.com/wp-content/uploads/2016/01/تنظيم-حزب-الله-ولبنان..-كاريكاتير-طلال-الشعشاع-جريدة-الجزيرة-السعودية-بتاريخ-17-يناير-2016.jpg

المواقف اللبنانية المتكررة النائية بنفسها عن المشاركة في اجماع عربي وإسلامي، وصفتها الدكتورة حسناء عبد العزيز القنيعير، في مقالها “أحِيادٌ أم انْحيازٌ يا لبنان؟”، بجريدة المدينة، أنها تشكل*إساءة بالغة للمملكة العربية السعودية التي أعادت إليه الأمن والسلام بعد حرب أهلية دامت اثني عشر عامًا، وشاركت في إعمار ما دمرته تلك الحرب ولم تتأخر يوماً عن مدّ يد العون والمساعدة والاحتواء للبنان وشعبه، مضيفة أن الموقف الأخير يمثل إساءة متعمدة لتاريخ لبنان مع العروبة التي لم يعد لها موطئ قدم فيها.

وأشار حسن ناصرالظاهري، في مقاله “لبنان.. حصان طروادة إيران!”، بجريدة المدينة السعودية، بتاريخ 22 يناير الجاري، إلى أن دفاع جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني، عن موقف بلاده حيال الامتناع عن التصويت، لم يكن *مقنعًا، ولا ذو تأثير على الإجماع العربي، لافتًا أن القرار لا شك فيه بأنه جاء لاسترضاء إيران، وإساءة لتاريخ لبنان مع أشقائه العرب، مضيفًا أن تأييد رئيس الوزراء، تمام سلام، لقرار وزير خارجية حكومته جاء صادمًا و ولا يوجد تفسير لهذا سوى أن القرار السيادي اللبناني بات في يد الموجودين بالضاحية الجنوبية في بيروت التي منها تُدار الدولة في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية.

وأوضح الإعلامي والكاتب السعودي المُخضرم، داود الشريان، أنه لا شك في أن الشعب اللبناني سيتحمل خسائر تداعيات هذه الأزمة، إذا استمر لبنان في هذا النهج، لافتا في زاويته “أضعف الإيمان”، بجريدة الحياة اللندنية، إلى أن الرياض لم تتحدث، حتى الآن، باللغة التي صاحبت تصريح “رفع اليد” الذي أعلنه آنذاك الراحل الأمير سعود الفيصل، مضيفًا أن مواقف السياسية الخارجية للدولة اللبنانية التي أصبحت أداة اتهان لدى طهران ستفضي بالتأكيد الى تبدُّل موقع لبنان في نظر الرياض، موضحًا أنه

وأشار الشريان في مقاله “هل تتغير سياسة السعودية تجاه لبنان؟”، إلى أنه مع صعوبة التكهن بأن الرياض ستتخلى عن لبنان في شكل مفاجئ، لكنها ربما لجأت الى إمساك يدها عن مساعدته، والتشدُّد في منح اللبنانيين تأشيرات عمل، والتلويح لرجال الأعمال السعوديين بوقف الاستثمار في لبنان، وتحميل الأطراف السياسية اللبنانية المتماهية مع إيران، مسؤولية التداعيات المحتملة.

وكان باسيل قد نأى بنفسه عن التصويت إلى جانب القرار العربي المستنكر للهجوم على السفارة السعودية في إيران بحجة وجود ما يتعلق بحزب الله، الحليف الأساسي لتياره في لبنان، وجاء الموقف اللبناني وحيدًا في مواجهة 57 دولة إسلامية أيدت قرارات البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي الطارئ لمجلس وزراء الخارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة، الذي تضمن 12*بندًا أدان خلالهم الاعتداءات التي شهدتها مقرات بعثة السعودية الدبلوماسية لدى طهران وكذلك*التصريحات والتلميحات التي تعتبر تدخل في الشأن الداخلي للدول العربية وتأييد المملكة في الغجراءات التي اتخذتها ومطالبة المنظمات الدولية وعلى رأسهم الأمانة العامة للأمم المتحدة باتخاذ إجراؤات مماثلة.

Adsense Management by Losha