أحمد الهلالي

«سكة الحديد» هي أفضل تشبيه جال في خاطري لرؤية 2030، فهي فعلا سكة الحديد التي كان يحتاجها قطار التنمية، ليمضي سريعا إلى الوجهة المتغياة عالميا لهذا الوطن الشامخ، فقد تحقق في عامين ما كنا نراه ضربا من الأحلام، وأعد هذا مقدمة نجاح للرؤية يجعلنا نتفاءل بنجاحات كبرى قادمة بإذن الله.



ساعدت سكة 2030 قطار الوطن أن يتجاوز المخاوف، والتحفظات الاجتماعية على صعد مختلفة، ومقولات (المجتمع لا يريد/ المجتمع ليس جاهزا)، فكانت عكس ذلك تماما، فعلى سبيل المثال، لدينا في جامعة الطائف وحدها، حين بادرت الجامعة وأعلنت عن فتح تخصص التربية البدنية للبنات، بلغ الإقبال رقما مدهشا فور فتح التسجيل في التخصص، إلى درجة أن طالبات، وأولياء أمور حاولوا تغيير التخصصات لطالبات قطعن ثلاثة أرباع مشوارهن الجامعي، ناهيك عن فعاليات الترفيه التي استجاب لها المجتمع وشاهدنا كم الإقبال عليها من الأفراد والعائلات، وآخرها الاحتفاء باليوم الوطني المجيد، أما قيادة المرأة للسيارة (الملف المستحيل) فقد استجاب له المجتمع بفرحة غامرة لمستها في أهل بيتي أولا، ثم في العالم الشاسع عبر وسائل التواصل المختلفة، ولن أتحدث عن (قانون التحرش) وخيبات الشورى.



رؤية 2030 هي (إرادة الوطن) نحو التغيير، فقد تجاوز الوعي الاجتماعي تنظيرات المتخوفين والمتحفظين، وتجاوز اعتبار حاجات الوطن والمواطن (صراع تيارات)، والجاهل اليوم من يشعر بنشوة فوز تياره، أو مرارة هزيمة تياره، فالأمر أكبر من ذلك، والمرحلة والعالم بتعقيداته أكبر من هذه المشاعر الضيقة، والتراشقات الحزبية، وتأليب صغار الألباب ضد هذا أو ذاك.



ينطلق قطار بلادنا اليوم وحدة واحدة على سكة الرؤية، غايته النور وازدهار الوطن، وتيسير حياة الإنسان على هذه الأرض وتطويرها، محافظا على ثوابته، ومتخليا عن الأفكار النمطية، وهذا ما يحتاجه بناء الأوطان في عالم لا يعترف بالركود والدعة، ولا ينتظر المتأخرين عن ركب الحضارة والنماء.



نقلا عن مكة .



المحتوى من صحيفة ماب