مشاهدة النسخة كاملة : ساعدي والدك على تخطي مشكلاته النفسية


ناقل الأخبار
2017-08-29, 10:18 PM
رانيا علي فهمي

السلام عليكم، أنا موظفة عمري 24 سنة ولدى اختان، ووالدتي توفاها الله منذ 10 سنوات، وننتمي لمستوى اقتصادي مرتفع واجتماعي مرموق، مشكلتي هي عدم معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع أبي الذي أدعو الله أن أرضيه، فعلى الرغم من أن أمي كانت مثالية إلا أنهما كانا على خلاف دائم،*بسبب العمل وأنها كانت صاحبة شخصية قوية.

وبعد وفاة أمي سافر أبي للعمل في محافظه أخرى، وكان يزورنا كل أسبوعين لمدة 3 أيام، وخلال هذه الفترة كنا مسؤولين تماما عن أنفسنا، والآن قرر أبي التقاعد عن العمل لأنه كبر في السن، ورغم وجوده فنحن مازلنا متحملين لمسؤولية كل شيء.

داخلي صراع بين افتقادي لوجود الأب في حياتي، وبين حبي واحترامي له، وأشعر أني لست الابنة البارة التي كانت أمي*تحسن تربيتها.

س – ت – ن

وعليكم السلام صديقة «ماب نيوز» بداية عزيزتي أود أن أطمئنك فأنت وأخواتك والحمد لله نبت طيب لتلك الأم الفاضلة رحمة الله عليها، تجاهدون أنفسكم باختيار الطريقة المثلى للتعامل مع أب يحبكم، لكن ومع شديد الأسف بطريقته وليس كما أمرنا الله.

عزيزتي كما ذكرتي فدائما وأبدا الرجل يود أن يشعر أنه سيد الموقف ترجع له زوجته في الكبيرة والصغيره، ويعتبر أي شيئ عكس ذلك فيه جرح لرجولته.

وعلى النقيض هناك نوع من الرجال يشعرون أن الرجولة في الصوت العالي والانفصال عن هموم ومشكلات المنزل لأنه يرى أن ذلك من اختصاص المرأة.

لكن ومع الأسف فهذا الصنف من الرجال وعلى الرغم من أنه اختار أن يكون له عالمه الخاص إلا أنك تجدينه يتهم المرأة بأنها “اعتبرت أنه لا وجود له”، وأنها السبب في عزوفه عن القيام بمهامه.

وبعد فترة يختار لحياته الأسلوب الذي يرضيه ويشعره بوجوده حتى وإن كان بالانفصال الفكري والنفسي عن تلك الأسرة التي ومع حبه الشديد لها إلا أنها دائما ما تذكره بالمشكلة بينه وبين شريكة العمر.

عزيزتي*يجب أن تزيحي عن فكرك تماما أنك ابنه غير باره، فالنقاش والحوار حق كفله الله ورسوله لنا بشرط احترام وجهة نظر الآخر، والجدال بالحسنى والبعد عن التعصب للرأي، وأن نلتزم بالصوت المنخفض وباستخدام الألفاظ المناسبة خاصة حينما نتحدث مع الأم والأب وحتى الإخوة الأكبر منا سنا وكذلك الأقارب.

نصيحتي أن تحاولوا تغيير وجهة نظر والدكم التي أخذها على مر السنين عن هذا المنزل الذي يعتبره كم مهمل – بحسب تفكيره -، اجعلوه يشعر بالدفيء الأسري فالبعد يولد الجفاء والجفاء يولد العزلة ورفض وجود الآخر في حياتنا، وتأكدي أنه لن يتجاوب معكم في البداية بل وسيتهمكم بالتصرف بشكل غريب لا داعي منه.

تقمصي دور المعالج النفسي لوالدك، فأنا متيقنة أن لديه الكثير يتحدث به اليكم، تحدثوا معه بكل ود وحنان عن مدى اشتياقكم له، اجعلوه يتذكر معكم طفولته ويروي لكن علاقة والديه ببعضهما البعض وعلاقته بهما وكيف كان يتعامل مع والده تحديدا.

وبتدرج شديد، اطلبوا منه أن يتحدث معكم عن كل ما يضايقه أو يشغل باله، وما هي نظرته عن المرأة، اجعلوه يتحدث عن طموحاته وهو صغير وماذا حقق منها واطلبوا منه أن يساعدكم في تحقيق طموحاتكم وأن يكون دعما وسندا لكن بعد الله في اختياراتكم مع احترام لغة الحوار وذكر مزايا وعيوب كل شيئ قبل الاختيار والإيمان بأهمية صلاة الإستخارة.

اعرضوا عليه بعض التجارب والقصص عن أناس تعرفونهم بحيث تثبتوا له أن القرارات الصحيحة لا تشترط السن بل تشترط اللجوء إلى الله والاستفادة من تجارب الآخرين ومن خبراتنا العملية.

قد لا يتجاوب معكم في البداية، هنا لا داعي من أن تلومي نفسك أنت أو أخواتك لأن الشخصية لا تتغير بين يوم وليله، ويكفي المحاوله والحرص على ذلك الخط الرفيع والمتين الذي يجمع بينكم، واعتبروا أن الله ميزكم بتحمل مسئوليتكم والتدرب على ذلك.

وتذكرن أن الخال والد، ويمكن اللجوء له في بعض الأمور، واحذري أن يدفعكم الاحتياج إلى اختيار الشخص الخطأ لتشعروا أن إنسانا يهمه أمركم ويسعى لتحمل مسئوليتكم لأن هذا أول الطرق لحدوث الكوارث.

دعواتي لكم بالرضى والقناعة والسعادة وأن يهدي الله والدكم وأن يرزقكم بالأزواج الصالحين.



المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha