مشاهدة النسخة كاملة : زوجتك أخطأت حين حدثتك عن أوصاف صديقتها


ناقل الأخبار
2017-08-26, 09:35 PM
رانيا علي فهمي



السلام عليكم، أنا #زوج (http://www.mapnews.com?s=زوج) وعندي طفل، وتربطني بزوجتي روابط قوية، إلا أنها منذ فترة بدأت تحكي لي عن مشكلة وقعت فيها صديقتها التي تم طلاقها مؤخرا، وأخذت دون قصد تحكي لي عن سمو أخلاق هذه الصديقة ومحاسنها، وكم ظُلمت في حياتها، وأنها تستحق الزواج برجل يعرف قدرها.

ولا أدري كيف سيطرت علي فكرة التقدم للزواج من #صديقة (http://www.mapnews.com?s=صديقة) زوجتي، ليس من باب التعدد ولكنه شعور يراودني ولا أعرف له سبب محدد، وأشعر بالذنب تجاه زوجتي الصالحة، خاصة وأني موظف وأوضاعي الاقتصادية متوسطة، ويصعب أن أنفق على بيتين، ولا أعرف هل ستوافق صديقتها على الزواج بي.

ح – م – ت

مرحبا بك صديق «ماب نيوز» ويسعدنا أن نستمع لمشكلات تؤرق أصدقائنا، لكن ما يحزننا وبشدة ألا نتعلم من أخطائنا ومن أخطاء الآخرين.

بالطبع أخطأت زوجتك حينما تحدثت معك عن أوصاف صديقتها، ولم تطبق وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهى المرأة عن مثل هذا الفعل، في الحديث الشريف “لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا”.

المرأة بحكم تركيبة عقلها تميل للتفصيل، والسرد، وقوة الملاحظة، والرجل بحكم طبيعته يقوم بتحليل وتخزين هذه الأوصاف، مما قد يُزيّن الأمر في قلبه وعقله، وفي كثير من الحالات يميل لتلك المرأة الموصوفة، حتى لو لم يراها أو يتحدث معها، ولا يفكر في زوجته أو مدى موافقة هذه الصديقة على الزواج به، وإما أن يقدم على تطليق زوجته أو الزواج بتلك.

لكن يبدو لي من رسالتك أخي الكريم، أنك حريص على استقرار حياتك الزوجية، وتشعر بالذنب وعدم الرضى عن الأفكار التي تراودك، وأن ما تشعر به ليس حبا بقدر ما هو ميل لشيء ممنوع، أو مجهول.

“اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه”، لحل أي مشكلة علينا أولا مصارحة أنفسنا بحقيقة أي مشاعر وأفكار، تسيطر على عقولنا وقلوبنا، ونذكر أنفسنا الضعيفة بأن الله أمرنا بأن نوجه مشاعرنا لمن يستحقها وإلا فإننا نخون أنفسنا قبل أن نخون أي شخص آخر، وأن تعدد الزوجات له شروط شرعية، في مقدمتها العدل،*والقدرة على الإنفاق على الزوجات والأبناء، وتحقيق العدالة بين الزوجات بالمساواة التامة في المسكن والمأكل والملبس والمبيت.

اسمح لي أن أطرح عليك بعض الأسئلة، وتجيب عليها أمام مرآتك الخاصة بكل أمانة، وصدقني ستجد ما يخرجك من حيرتك*ومخاوفك.

هل علاقتك بزوجتك على ما يرام، وهل المواصفات التي تحدثت عنها زوجتك وتوجد في صديقتها، هل تفتقدها أم ابنك، وترجو أنت أن تتصف بها؟ وماذا ستفعل إذا وافقت زوجتك وصديقتها على الزواج، ولم تتمكن من الإنفاق على منزلين، خاصة وأنك كما ذكرت تعاني من مشكلات مادية.

الانجذاب لمواصفات شخص لا تعني أبدا أن ندير ظهورنا لشركاء حياتنا، ونسعى للزواج منه، وتذكر أننا بشر، لكل منا مميزاته وعيوبه، كما أن زوجتك وصفت صديقتها بهذا الشكل لأنها امرأة مثلها، وأنت لم تجرب أن تسمع طليقها لتحدد الأسباب الحقيقية للطلاق، فكم من زيجة انتهت لأسباب غير منطقية، فقط لأن الطرفان لم يبديا رغبة حقيقة في الاحتفاظ بحياة زوجية سعيدة قائمة على التعاون والمشاركة والمودة والرحمة.

أخي أعلم أن المشاعر لا حيلة لنا فيها، لكن الحب كنز ثمين وبدون المودة والرحمة والصدق والأمانة فلا وجود له، فلماذا تضع نفسك في حيرة وتفتح بابا للشيطان يقنعك بأنك رجل والله أحل لك الزواج بأربع، وأن زوجتك إذا رفضت الوضع ستكون أنانية ولا تهمها مصلحتك، نعم سيوسوس لك أيضا ما ذنب صديقتها ولم لا أكون الرجل الصالح الذي أخلصها من ظلم وقع عليها – بحسب رأي زوجتك – وتتناسى أنك ستظلم أم ابنك الذي سينشأ في أجواء من عدم الثقة.

أحل الله الزواج الثاني للرجل ولكن بشروط فهل توافر أحد هذه الشروط، وهل أنت واثق من إنصافك بين زوجتين، وماذا عن مستواك الاقتصادي، وهل ستحترم مشاعر زوجتك أم أنك ستتركها وتطلقها بعد أن قاسمتك الحلوة والمرة وتذهب للزواج بأخرى، وفي النهاية ربما لا توافق هي على هذه الخطوة.

هل واجهت نفسك وصارحتها بأنها نفس أنانية تحب حبا ليس من حقها، لا أعتقد ذلك وأعتقد وأدعوا الله أن أكون مخطأة أنك تبحث عن حل يجعلك أكثر راحة دون أن تخسر أي شيئ.

فكر جيدا ما الذي نقص في علاقتك بزوجتك، اخرج معها بمفردكما واستعد الأيام الجميلة التي جمعت بينكما، وانظر إلى ابنك الصغير، وأخبرها بكل ما يجول في خاطرك، وأنها زوجة صالحة خلوقة، لكنك ترجو لو أنها تتصف بـ كذا وكذا، وأنك تحترم فيها الرغبة في الحفاظ على هدوء المنزل الجميل، لذا لا داعي من ذكر قصة صديقتها لأنه يخالف وصية رسول الله، وأنك لست قاض أو مفتي لتحل مشاكلها.

وفقك الله وهداك لزوجتك وابنك ورزقكم هدوء البال والحب الصادق وزين منزلكما بالمودة والرحمة، وكل عام وأنتم بخير.



المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha