مشاهدة النسخة كاملة : هل ممكن أن تغير طهران سلوكها العدواني؟


ناقل الأخبار
2017-02-05, 02:43 PM
في مقابلة نشرت له مطلع العام في مجلة «فورين أفيرز» يقطع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشك باليقين حول أي حوار مباشر محتمل مع إيران، يقول: «لا جدوى من الحوار مع قوة ملتزمة بتصدير عقيدتها الخاصة، متورطة في الإرهاب، وتنتهك سيادة دول أخرى». ويضيف ولي ولي العهد بشكل حاسم: «ما لم تغير طهران رؤيتها وسلوكها فإن أي تقارب قبل أوانه معها سيرتب خسائر كبيرة على السعودية».
السلوك العدواني الذي أشار إليه سمو ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكده خبير إعلامي عن تجنيد النظام الإيراني لـ”مرتزقة” يعملون في مجال الإعلام لتشويه المجتمع السعودي واختلاق القصص السلبية للإساءة له خاصة في الإعلام العربي الموالي لإيران ووسائل الإعلام الغربية الناطقة بالفارسية مثل الـbbc وأيضاً في الإعلام الغربي عمومًا.
المكينة الإعلامية
المحلل الاستراتيجي للقنوات الفضائية، حامد الكناني، حذر في اللقاء الذي نظمه الملتقى الإعلامي “إعلاميون” تحت عنوان: “مصادر الإعلام الإيراني في تشويه الصورة السعودية.. وكيفية مواجهته؟”، وذلك في مقر الجامعة العربية المفتوحة بالرياض بحضور عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإيراني، من المكينة الإعلامية الإيرانية التي تترصد كل السلبيات و”التوافه” التي يقوم العامة بتناقلها على الجوالات “الواتساب” أو قنوات التواصل الاجتماعي أو مواقع الإنترنت.
وقال الكناني إن الفيديو السلبي أو التغريدة العادية التي تتم من شخص في موضوع غير مألوف أو غير منطقي أو حتى صورة بسيطة، تتحول في دقائق معدودة إلى مادة سخرية وتهكم ونقد متعمد وبلغات عدة موجهة للإعلام الغربي.
وأضاف أن الإيرانيين لديهم “عملاء” صنعتهم خلال سنوات داخل الوسائل الإعلامية والمجتمعات الغربية، مهمتهم الأولى تحسين صورة إيران وأنها “الحمل الوديع”، وفي المقابل تشوه المجتمعات العربية وتحديداً السعودية والبحرين ودول الخليج، واصطياد “توافه” و”غرائب” أفراد المجتمع وتضخيمها بشكل مضلل جداً ومشوه.
واستعرض الخبير في الشأن الإيراني، أمام الإعلاميين والحضور، عدداً من النماذج والقصصات والقصص التي فبركها الإعلام الإيراني بهدف الإساءة إلى السعودية وشعبها، موضحًا أن الإعلام الإيراني الناطق بالعربية يزخر بمثل هذه البرامج، ويمكن رصدها ومشاهدتها من خلال بحث بسيط في محركات البحث المعروفة على شبكة الإنترنت.
وأشار الكناني إلى أن كل التيارات الإيرانية سواء المتشدد منها أو الإصلاحي أو حتى القومي، وإن تناحرت فيما بينها وفي شأنها الداخلي، إلا أن موقفها العدائي واحد من العرب والسعوديين خصوصاً، وهذا العداء متجذر وتاريخي في كينونة الإنسان الفارسي الذي ينظر للعرق العربي على أنه عدو تاريخي ولا يمكن حتى قبوله تحت مظلة الدين الواحد.
إذابة الجليد
بعض المراقبين السياسيين يؤكدون أن جهوداً رسميّة من قبل دول مجلس التعاون الخليجيّ تجري لكسر الجليد بين طهران والرياض، وفتح باب الحوار بينهما، حيث أعلن نائب وزير الخارجيّة الكويتيّ خالد الجار الله، أنّ دول مجلس التعاون الخليجيّ في صدد بعث رسالة باسم المجلس إلى الجانب الإيرانيّ، لتنظيم لقاءات حواريّة بين الطرفين.
وتابع الجار الله أنّ الجانب الكويتيّ قد تكفّل بإيصال الرسالة إلى الإيرانيّين، مؤكداً أنّ “الاتّصالات ما زالت مستمرّة مع الجانب الإيرانيّ، لتحديد موعد يناسب الجانبين، لتسليم تلك الرسالة”.
فيما يقول الإعلامي اللبناني، نديم قطيش: “ما لا تريد أن تفهمه إيران، أو ما لا تجيد فهمه بسبب العمى الآيديولوجي الذي يبدو أنه يقود حركتها السياسية، أن الدولة تتعامل مع دولة وليس مع «شعوب» دول أخرى، وأن علاقتها «بالشعوب» لا تمر إليهم مباشرة، بل من خلال دول ومؤسسات، وهي محكومة بنظم وقوانين تقررها الدول نفسها وتضمنها مواثيق دولية متوافق عليها”.
ويضيف: “أما «الشعوب» التي تدعمها إيران فهي دويلات قائمة بذاتها، بسلاحها وإعلامها وموازناتها وسياستها الخارجية والدفاعية، وخياراتها القومية والكونية، هذه ليست شعوًبا، هذه عصابات مسلحة موصوفة ترفع علًنا شعار إسقاط النظام في بعض دول الخليج، من حسن نصر الله في بيروت إلى أوس الخفاجي في العراق مروًرا بعبد الملك الحوثي في اليمن… وغيرهم كثير ممن لا نظير سعودًيا لهم”.
والسؤال الذي يطرحه المراقبون الآن هو: هل آن الوقت المناسب لإنجاز وساطة بين إيران والسعوديّة؟
يعتمد الجواب – بحسب مراقبين- عن هذا السؤال على مدى حاجة الطرفين إلى تحقيق المصالحة، والحقيقة هو أنّ الطرفين في حاجة ماسّة في الظروف الحاليّة إلى تصفير الأزمات في ما بينهما، والوصول إلى تسوية، ولو في شكل جزئيّ في ملفّات خاصّة.
وأبرز ما يدلّ على ذلك، هو توافق الطرفين على تخفيض إنتاج النفط في منظّمة “أوبك” في 28 سبتمبر الماضي في العاصمة الجزائريّة، وقد أدّى الاتّفاق إلى أكبر خفض في الإنتاج منذ عام 2008، ممّا تسبّب في ارتفاع الأسعار في شكل ملحوظ، فقد جلبت المصالح الاقتصاديّة، الطرفين إلى طاولة المفاوضات، مخلّفة اتّفاقاً غير مسبوق في ظلّ الأزمة المتصاعدة بينهما آنذاك.


المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha