قال الأكاديمي والمستشار الاقتصادي، حبيب التركستاني، إن الشفافية التي تحدث بها خادم الحرمين الشريفين عن الميزانية، والتي كشف عنها وواجه بها الشعب والإعلام والمهتمين، كانت عبارة عن إشارة منه إلى قبول التحدي المستقبلي باقتصاد واعد.

وأضاف في مداخلة عبر الأقمار الصناعية مع برنامج “ياهلا” المذاع على قناة روتانا خليجية ، أن المناقشات والتحليلات الاقتصادية، التي قام بها المسؤولين وتأكيدهم على أهم القطاعات، التي يهتم بها المواطن السعودي كان شعاع الأمل والبلسم لكثير من المواطنين، الذين كانوا يخشون من المستقبل وكانوا يخشون مواجهة التحديات الاقتصادية، ويظنون أنها ستنعكس عليهم بالسلب.

وأشار إلى أن الشفافية هي الطابع الرسمي الذي أضفاه خادم الحرمين الشريفين على الميزانية، حتى يؤكد للشعب السعودي أنهم قادرين على مواجهة التحدي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية المعروفة والتي يشهدها العالم كله، موضحا أن أبرزها انخفاض سعر النفط، والذي كان من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على اقتصاد المملكة.

وأكد “التركستاني” أن ما لفت إليه خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين بضرورة التركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتحليلهم للوضع الاقتصادي بشكل دقيق، فتح باب كبير أكد أنهم يعززون ثقتهم في المواطن السعودي، وأنه هو القادر على تحقيق هذه الميزانية، مؤكدا أن الأرقام التي تم طرحها مبشرة بشكل كبير.

وأوضح أنه كان متوقعا أن تكون الميزانية منخفضة هذا العام في الإنفاق، ولكن الأرقام التي قالها خادم الحرمين الشريفين أكدت زيادة في الإنفاق، هو مؤشر رائع لأنه يعزز الثقة في الاستثمارات داخل المملكة، وهي نقطة جذب مهمة للمستثمرين أن يدخلوا إلى المملكة ويشاركون باستثماراتهم ومشاريعهم وهذا سوف يساعد على تطور الاقتصاد بشكل كبير.

ومن جانبه قال الدكتور عبد الرحمن العبد اللطيف، رئيس دار ابن خلدون للبحوث والدراسات الاستشارية، إن القراءة الأولى الميزانية تجعلنا نتأكد أنها الميزانية الأولى التي تم وضعها منذ اكتشاف النفط، والتي من الممكن أن نسميها الميزانية التي ترسم الطريق لاقتصاد غير نفطي.

وأكد خلال لقائه في البرنامج أنها بداية حقيقية وعملية لتنفيذ رؤية 2030، بالإضافة إلى أنها تؤسس لعهد جديد للتعامل مع المال العام، فضلا عن الشفافية والوضوح التي ليس لهما مثيل.

وأوضح أنها تؤسس لاقتصاد يحمل بذرة الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص وتحفيزه على أن يكون شريكا حقيقيا، والتركيز على كفاءة الأداء بتخفيض العجز ليس كلاما وهو حقيقة والدليل الأرقام، مؤكدا أن هناك مهنية في الإشراف على إدارة الإنفاق، بالإضافة إلى توجيه الدعم لمستحقيه، مشيرا إلى أن الميزانية توضح أن المملكة تتجه نحو الاقتصاد الإنتاجي الذي تسعى له المملكة، والذي سوف ينقلها إلى مرحلة اقتصادية جديدة.





المحتوى من صحيفة ماب