مشاهدة النسخة كاملة : سيد جواد.. جزار حلب


ناقل الأخبار
2016-12-18, 02:17 PM
بإيماءات بسيطة يصدرها ذلك الظل المتخفي في زي عسكري إيراني، واقفًا على أبواب حلب، متأبطًا سلاحه وممسكًا بجهازه اللاسلكي، يصدر الأوامر التي تمرر لتنفذ أمام عينيه الباردتين التي لا ترى فيهما أي لمحات تدل على أنه مازال بشريًا أو كائنا حيا بل بات أشبه بكائنات الزومبي “الهوليوودية”، نسبة إلى هوليوود مدينة صناعة السينما الأمريكية، هيكل عظمي مجرد من الآدمية تمامًا كمصاصي الدماء الذين استحلوا واستباحوا واستطعموا دماء أهل مدينة حلب السورية، التي يقتاتون عليها، فمجرد الإيماءة أو حتى الإشارة تعني “أبيدوهم”، هكذا وصفه بعض الناجين من أهالي مدينة حلب المُهجرين قسرًا والذين أخرجوا من مدينتهم تحت وطأة الحرب والصراع الدائر عليها.

بإشارة متعالية من يده يتوقف الركب الذي يمضي نحو طريق الخروج حاملاً الأمل في نجاة نحو 800 مدني من موت محقق.. الذين ترتجف نظراتهم في حيرة بين باب الخروج من المدينة المنكوبة والذي باتوا على بعد خطوات منه والمعارك المستعرة من خلفهم فحياتهم وموتهم باتا معلقين بإشارة أو إيماءة منه أو حتى مجرد تجاهل من الجنرال الإيراني “سيد جواد”، الذي يحتجزهم كرهائن كورقة للضغط على قوات المعارضة الثورية، والحصول على مكاسب جديدة خارج اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أيام.

هو نفسه الظل الذي أشارت تقارير إعلامية عدة أنه المسئول العسكري الإيراني عن العمليات العسكرية للميلشيات الإيرانية وميلشيات تنظيم “حزب الله” الإرهابي المتواجدة في حلب السورية، والذي طالب عدة مرات الروس، بفك الحصار عن الفوعة وكفريا اللتان يقطنهما نحو 15 ألف شخص ينتمون إلى المذهب الشيعي، في محافظة إدلب السورية، إلا أن المعارضة السورية رفضت تلك المطالب.

من الجنرال الإيراني المتحكم في حلب الشرقية

الجنرال الإيراني الذي تربطه علاقة وثيقة بقائد فيلق القدس والمسئول عن الأنشطة العسكرية والاستخباراتية في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، يعرف ميدانيًا بـ”سيد جواد”، يخدم في صفوف الحرس الثوري برتبة عميد واسمه الحقيقي “أحمد مدني”، بحسب “لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب”، التابعة لـ”المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” المعارض، ويتولى مهام قيادة الجبهة الشمالية لقوات “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا، ويقود الميليشيات الشيعية الأجنبية الموالية لنظام بشار الأسد في حلب

ومنذ 3 سنوات يتواجد أكثر من 7 آلاف عنصر من “حزب الله” اللبناني، وحركة “النجباء” العراقية، وكتيبة “الفاطميون” الأفغانية، وكتيبة “الزينبيون” الباكستانية، يمارسون عنفاً شديداً ضد السكان في حلب، تحت قيادة الجنرال الجزار “جواد” الذي يتمركز بغرفة العمليات في مقر قوات الحرس الثوري الذي يقع في ثكنة “البحوث” على بعد 30 كيلومتراً من جنوب شرقي حلب وهي بالقرب من بحيرة جبول المالحة وكانت قبل ذلك أحد أهم مصانع إنتاج المواد الكيماوية والذخا‌ئر والصواريخ، أي أسلحة الدمار الشامل لنظام الأسد والتي سماها النظام الإيراني ثكنة “السيدة رقية” وتصدر منه الأوامر لارتكاب المجازر ضد أهالي المدينة.

http://www.mapnews.com/wp-content/uploads/2016/12/o-ALEPPO-570.jpg

ولم يتسن لوسائل الإعلام الحصول على صورة مؤكدة لـ”جواد” إلا أن وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي السورية تداولت صورة أوضحت أنها لجواد برفقة سليماني اللذان شوهدا يتفقدان مقتل 14 مدنياً خلال احتجاز الرهائن ال800، بحسب وسائل إعلام متعددة الجمعة 16 ديسمبر 2016، وله دور كبير في الهجمات الأخيرة على حلب، والتي ارتقت إلى مستوى جرائم الحرب، عند الرأي العام العالمي.

كما تعمّدت عناصر تحت لوائه إطلاق النار على إحدى القوافل خلال عملية الإجلاء، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، فضلاً عن إطلاق صواريخ على حي “الراشدين” غربي حلب، الذي يقع على الطريق التي تسلكها قوافل الخارجين من شرقي المدينة في محاولة لتقويض أعمال المبادرة التركية الروسية لإجلاء مدنيي حلب من تحت الحصار.



المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha