مشاهدة النسخة كاملة : السفير السعودي بموسكو: هذه أسباب خلافنا مع روسيا حول سوريا


ناقل الأخبار
2016-12-11, 12:26 PM
كشف سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي نقاط الخلاف بين السعودية وروسيا حول الأزمة السورية، والتعاون في مجال النفط، وعدد الروس المسلمين الذين قاموا بزيارة مكة المكرمة.

ود على سؤال صحيفة بارلامينتسكايا غازيتا الروسية: “كيف تقيّمون العلاقات بين البلدين؟ وما المجالات التي تمكّن الطرفان من تحقيق النجاحات فيها؟” بقوله: “نحن سعداء حقاً للتغييرات الإيجابية في جميع مجالات التعاون بيننا، ولكن هذا لا يعني أننا قد وصلنا إلى المستوى المطلوب، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار الفرص المحتملة والإمكانيات الهائلة لبلدينا”.

وتابع: “نحن نواصل العمل على تعزيز وتوسيع التعاون فيما بيننا، ويسرّنا أن نلاحظ أن العمل يسير بشكل جيد في جميع المجالات، وبطبيعة الحال، في المجالات التي لها الأولوية نتقدّم فيها بسرعة أكبر، على سبيل المثال، في مجالات الطاقة والاستثمار، ولكن هذا ليس على حساب تطوير التعاون في مجالات أخرى”.

وحول سؤال: ما هي المجالات التي توجد فيها آفاق لتفعيل التعاون الروسي السعودي؟ وما هي المشاريع الاستثمارية المشتركة التي يمكن تنفيذها في المملكة العربية السعودية وروسيا؟، قال “الرسي”: “نحن نولي اهتماماً لجميع مجالات التعاون الثنائي، أما فيما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية، فكما تعلمون، توجد علاقات شراكة بين صندوق الاستثمار السيادي السعودي والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، والآن نناقش بعض المشاريع التي يمكن تنفيذها في المملكة العربية السعودية وروسيا في المستقبل القريب، بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع واسعة النطاق نسبياً في القطاع الخاص، ولكن سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب، وأودّ الإشارة في هذا الصدد إلى أن المملكة تلبّي 25% من احتياجاتها من الشعير والأسمدة من خلال استيرادها من روسيا”.

وأجاب عن سؤال موقف الرياض من الأزمة السورية، بقوله: “موقف المملكة من الأزمة السورية واضح جداً وثابت، نحن نعتقد أن من الضروري وقف العنف في سوريا، ومعاناة السوريين، وكذلك الحفاظ على وحدة أراضي سوريا”.

وعن إمكانية التوصل إلى نقاط التقاء في موقفي روسيا والسعودية من القضية السورية، قال “الرسي”، إنه ليس سراً على أحد أن هناك اختلافات في نظرتي السعودية وروسيا إلى الأزمة السورية، ولكن ذلك لا يؤثر على مستوى التعاون الثنائي، فهناك تواصل بيننا؛ للتنسيق ومناقشة وجهات النظر؛ بهدف تقريب موقفي الطرفين بشأن القضية السورية، سواء على مستوى الاتصالات الثنائية أو في المحافل الدولية، وتنطلق الرياض وموسكو من ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، ونحن نأمل أن هذه الأزمة ستحلّ في المستقبل القريب، لتنتهي معاناة الشعب السوري الشقيق”.

وأوضح “الرسي” عن طرح تقييم آفاق حل الأزمة اليمنية، قائلاً: “نحن نأمل أن تنتهي الأزمة قريباً، وحثت المملكة باستمرار على الامتثال لقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة حول هذا الموضوع، ولكن المشكلة هي أن الحوثيين الذين أطاحوا بالسلطة الشرعية في البلاد، وكذلك أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مستمرون في وضع عراقيل أمام تطبيق كل المبادرات الهادفة إلى تسوية الوضع في البلاد، فهم ينتهكون جميع الهدن الإنسانية، التي تعلن من قبل التحالف العربي لدعم السلطات الشرعية في اليمن، فضلاً عن الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية، فقد أطلق صاروخ قبل شهر تجاه مكة المكرمة، المدينة المقدسة لجميع المسلمين”.

وعن المسلمين الروس الذين يزورون مكة المكرمة، ودور سفارة المملكة العربية السعودية لدى موسكو بالمساعدة في تنظيم مثل هذه الرحلات، أوضح “الرسي” أن عدد المسلمين الروس الذين زاروا المملكة ازداد هذا العام بنسبة 15% مقارنة بعام 2015 ليصل إلى 16 ألف شخص، علاوة على الآلاف من سكان مختلف المناطق الروسية الذين يزورون المملكة لأداء العمرة، مشيراً إلى أن سفارة المملكة العربية السعودية في موسكو تبذل كل ما بوسعها لتوفير مساعدات شاملة، وفي أقصر وقت ممكن، السفارة تمنح تأشيرات الدخول دون أي صعوبات لجميع الذين يرغبون في زيارة المملكة للحج أو العمرة.

وأجاب “الرسي” عن أثر انخفاض أسعار النفط على الوضع الاقتصادي في السعودية وقبول المملكة لأسعاره بقوله: “أنا لست مخولاً للتحدث عن أسعار النفط، ولكن في هذا الصدد، أودّ أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أن السعودية في أبريل الماضي أعلنت عن خطوة مهمة لإصلاح الاقتصاد تتمثل في “رؤية 2030″، وتأسست هذه الاستراتيجية لتنمية الاقتصاد وتحريره من الاعتماد على النفط، وتشمل استراتيجية التنمية هذه تطبيق عدد من برامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد”.

وقال السفير، في معرض رده عن إمكانية تنسيق جهود روسيا والسعودية حول أسعار النفط: “أعتقد أن المفاوضات بين وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة خالد الفالح ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في الرياض، فضلاً عن الاجتماع الموسع لوزراء الطاقة لدول الخليج، الذي حضره الوزير الروسي في نهاية أكتوبر، تظهر رغبة في التعاون والتشاور لاستقرار سوق النفط، ولا شك أن قرار “أوبك” حول خفض الانتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً ليصل إلى 32.5 مليون برميل، هو نتيجة للتنسيق بين “أوبك” والدول المنتجة غير الأعضاء في المنظمة، ولا سيما روسيا”.





المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha