مشاهدة النسخة كاملة : خالد الشاعر و? رحلة آيدول (2)


ناقل الأخبار
2016-12-06, 02:46 PM
زُرِعتْ القضية الفلسطينية في أعماقي وأنا طفلة ذات الأربع سنوات، وذلك عن طريق أغنية* كانت والدتي رحمها الله ترددها لفتيات فلسطينيات يخاطبن ملوك العرب . وكانت تشرح لنا معاني الكلمات التي توضح وقوع فلسطين تحت الاحتلال.*

كان يتنامى إحساسي بالقضية ويتعمّق كلما كبرت وخصوصًا أنّ القضية الفلسطينية في تلك الحقبة من الزمن هي المسيطرة على الأحداث العربية. فأصبحتُ ضعيفة جدًا تجاهها، *وكل ما يخصّها يهزّني من الأعماق، خاصة بعد دراستي لها في قسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض، كمادة مستقلة دُرِّست لنا باسم” القضية الفلسطينية”؛ لذا كان اهتمامي بالغًا ببرنامج رحلة آيدول في حلقاته الأربع ، هذه الرحلة التي وصفها مقدم البرنامج الإعلامي المتألق خالد الشاعر بقوله : “رحلة جميلة.. سعيدة… حزينة …مثيرة … مرعبة “. *كانت كل حلقة تتفوق على سابقتها حتى وصل بنا إلى الحلقة الرابعة التي كانت مليئة بكثير من المعاني والمواقف الإنسانية والوطنية والروحانية . حلقة دسمة جدًا تستحق التعليق على كثير من الجوانب .*

يهمني أولاً أن أتكلم عن عظمة الشعب الفلسطيني البطل الصامد ضد الاحتلال والقابع في أرضه رغم كل التحديات التي يواجهها . أي معانٍ عظيمة نتعلمها منه!*

كيف أستطاع أن يحتفي بجثمان قائد نضاله ضد الاحتلال بهذا الوقار وتلك العظمة ؟

دُهشتُ جدًا حينما رأيتُ متحف الشاعر الراحل محمود درويش . كيف أستطاع شعب تحت الاحتلال أن يقيم متحفًا *بهذه الروعة والجمال والتأنق ؟ وفوق ذلك بهرني* كيف يكون الانتماء للوطن والالتصاق بترابه حتى بعد الموت ؟*

أيُعْقل أن يكون لهذا الحد ؟ *لم يتمكنوا من دفن جثمانه في قريته ( البروا ) فأحضروا ترابًا منها ليُدفن به. أي معانٍ جميلة ورائعة نتعلمها من هذا الشعب العظيم ! * حتى في اختيار مكان المقبرة* لم تكن هناك عشوائية ، بل كانت رمزية عالية جدًا ، فأمامها القدس ، وخلفها رام الله .*

وكيف لا تكون هناك رمزية في اختيار الموقع وصاحبه يعلمنا جميعًا كيف تكون الرمزية الهادفة والبنّاءة ؟

حقًا إن شعب فلسطين المحتلة يعلّم العالم كيف يحتفي بأبطاله ورموزه؟* *كيف تكون الرجولة الحقة ؟ وكيف تكون الوطنية ؟وكيف يكون الصمود؟ وكيف تكون الشجاعة؟ . كما قال الإعلامي القدير خالد الشاعر: ” *حياتي كلها تغيرت بعد هذه الرحلة . أنا قبل زيارة فلسطين مش أنا بعد هذه الزيارة . كثير مفاهيم تغيّرت ، وأمور كنتُ أشوفها بطريقة معينة صرتُ أشوفها بطريقة أخرى : الأمن … السلام …الأرض … الحرب … الحب … الوقت … المال …. السعادة ، كلها صارت في عيني غير” . كما خاطبهم بقوله*: تُعلّمون الناس كيف يغامرون ولا يخشون شيئًا ، بل تضعونهم *في حالة من الجرأة والمغامرة المجنونة ” *وأشار كيف أستطاع أن يغامر في دخول القدس والمسجد الأقصى *دون تصريح من سلطات الاحتلال على الرغم أنّه كان في بداية زيارته* لفلسطين مرعوبًا لمجرّد أنّه كان في أرض فلسطين المحتلة ، ويتوقع حدوث انفجار عند سماع أي صوت . هل يُصدّق أنه يتخطى الاحتلال ويغامر في دخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى دون تصريح من سلطاته ؟ أي تأثير عظيم من هذا الشعب البطل الصامد على الإعلامي خالد الشاعر الذي أستمدّ الشجاعة والبطولة منه!

*تحية كبيرة ومن الأعماق لكل من يقيم في الأرض المحتلة فردًا فردًا ، رجلاً وامرأة شيخًا وطفلًا . شعب يعلّم الناس كيف يحبون الحياة رغم كل الصعوبات والمعاناة .*

إن شاء الله نصر مؤزر،* وحرية كاملة قريبًا بإذن الله لشعب فلسطين البطل الصامد.



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha