(أنحاء) – متابعات : ــ

كشف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن السعودية تعرضت لأكثر من 128 عملية إرهابية خلال الـ 15 عاما الماضية (منذ عام 1422) نتج عنها مقتل وإصابة أكثر من 1147 مواطنا ومقيما ورجل أمن، واستهدفت مجمعات سكنية، ومنشآت أمنية حيوية، إضافة إلى مساجد وسفارات أجنبية، واغتيال رجال أمن، والتحريض على أعمال الشغب والتخريب، وغيرها من الأعمال الإرهابية التي لم تتورع عن استهداف المسجد الحرام مع مطلع القرن الهجري، ومحاولة استهداف زوار المسجد النبوي الشريف بعمل إرهابي خلال شهر رمضان الماضي.

وأكد خلال ورقة عمل قدمها أمس (الإثنين)، حسب “عكاظ”، في ندوة حول «دور الخدمة الاجتماعية والأمن الفكري» في جامعة الأميرة نورة في الرياض، أن منظري الفكر المتطرف وجدوا في الصراعات التي تشهدها دول عدة بيئة خصبة وملاذا آمنا لمواصلة مساعيهم التي أكد من يتزعمهم ويرعى مخططاتهم أن زعزعة أمن السعودية واستقرارها والنيل من قيمها ومستقبل شبابها يمثل الهدف الرئيسي لها.

وقال إن ما تتعرض له السعودية منذ بداية القرن الهجري الخامس عشر من استهداف غير مسبوق بمخططات إرهابية يهدف إلى الإخلال بالنظام العام، وزعزعة الأمن الاجتماعي من خلال نشر الفكر الضال، والتغرير بمن ينتهجه، وتجنيده لاستخدامه أداة في تنفيذ الأعمال الإرهابية وبث الفتنة بين شرائح المجتمع وتحريضها على استهداف بعضها بعضا.

واعتبر التركي أن قوى الضلال استغلت شبكات التواصل الاجتماعي في تجاوز الحدود، وأسوار المباني وخصوصيات المجتمعات وأفرادها، لنشر الفكر المتطرف، وتجنيد عناصرها، وإنشاء خلاياها الإرهابية، وتمويل جرائمها وإدارة مخططاتها عن بعد، كما تركز على استهداف الأشخاص الذين يفتقدون للقدر المناسب من العلم الشرعي، وإثارة مشاعر العاطفة والنخوة لديهم من خلال استخدام قصص وصور عن مظالم الشعوب ومعاناة الأطفال والنساء والشيوخ.

ولفت المتحدث الأمني إلى مدى إيغال الجماعات المتطرفة في غلوها وحرصها على تمزيق المجتمعات من خلال استخدام العنصر النسائي، كورقة رابحة لاسيما في المجتمعات التي تحظى فيها المرأة بنوع من الوقار والخصوصية الاجتماعية، مبيناً أن التنظيمات المتطرفة حرصت على استغلال خصوصية المرأة في السعودية، وما يتوافر لها من احترام وتسهيلات في المعاملات والتنقلات، لتجنيدها وتوجيهها للقيام بما يخدم أهدافهم، كما تقمص عناصرها الهوية الوطنية للتداخل مع ما يتم تناوله من القضايا العامة المختلفة لتمرير الشائعات وتوجيه الحوارات واستهداف مشاعر الشباب بسياسات الإحباط وزعزعة ثقتهم بالمستقبل.



ضبط 173 مليون قرص أمفيتامين و180 طن حشيش في 5 سنوات

ربط اللواء التركي العمليات الإرهابية التي استهدفت السعودية بتزامنها مع تزايد نشاطات إغراقها بالمخدرات بهدف شل قدرات الشباب والقضاء على طموحاتهم ودفعهم إلى استنزاف أموالهم في ما يخدم أهداف التنظيمات التي تمتهن إنتاجها وتهريبها وترويجها.

وقال: تشير الكثير من التقارير إلى تزايد نشاطات إنتاج أقراص الأمفيتامين (الكبتاجون) في مناطق تسيطر عليها تنظيمات وجماعات متطرفة ومصنفة ضمن قوائم الإرهاب في العديد من الدول، واستخدامها لهذا المخدر في التأثير على مجنديها وتوجيههم بها وتشجيع وتسهيل تهريبها إلى السعودية.

وأضاف: تشير نتائج التحقيقات إلى أن جماعات إرهابية منتفعة (في إشارة إلى جماعة الحوثي) قامت برعاية وتسهيل مرور أطنان من مخدري الحشيش والقات باتجاه حدود السعودية الجنوبية، إذ بلغت كميات ما تم إحباط تهريبه وضبطه من مادتي الأمفيتامين والحشيش خلال السنوات الخمس الماضية بواسطة رجال الأمن أكثر من 173 مليون قرص أمفيتامين، و180 طن حشيش مخدر، وذلك بخلاف ما تم ضبطه بواسطة الجمارك السعودية أو بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة قبل الشروع في تهريبه إلى السعودية.



فشل المخططات لا يعني توقف الاستهداف

حذر اللواء منصور التركي من الركون لاعتبار فشل مخططات التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة والدول التي ترعاها في النيل من السعودية واستقرارها، إقرارا منها بصعوبة النيل من وحدة نسيج المجتمع السعودي.

وقال «الحقائق تؤكد أنها تواصل تخطيطها ومساعيها لاختراق صمود المجتمع في مواجهة مخططاتهم، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية الوعي والإدراك بأن المجتمع هو الأساس في التصدي لكل ما يستهدف الأمن والاستقرار، ولكل منا دور في إحباط محاولاتهم لتفرقتنا إلى جماعات يسهل القضاء عليها، وذلك بالتصدي لكل ما يؤدي للنيل من ثوابتنا وقيمنا أو إلى بث روح الكراهية بيننا».

ودعا إلى مساندة جهود رجال الأمن من خلال تزويدهم بكل ما يتوافر من معلومات حول كل مايدعو إلى الشك والريبة.



من صحيفة انحاء