مشاهدة النسخة كاملة : المُخدرات حقائق وتحديات


ناقل الأخبار
2016-09-08, 02:03 AM
الحروب بين الدول لم تعُد تقتصر على المواجهات العسكريّة المُباشرة, بل صارت تتخذ أوجهاً عديدة ودنيئة, ومن هذه الأوجه القذرة (حرب المخدرات), فيتم عن طريق المخدرات استهداف الشباب بغرض اضعافهم والقضاء عليهم, لأنهم العمود الفقري والأساس الفعلي لأي دولة, وهذه الخطط ليست عبثيّة أو عشوائية, بل هي مدروسة وذات أهداف بعيدة المدى, لكي يكون لها بالغ الأثر, ولكي تجني الخبيث من الثمر, وقد أثبتت الدلائل والقرائن أن بلادنا هي الهدف الأول لهذه المنظمات الإرهابيّة, ومن هذه الأدلة أن الغالبيّة العظمى من هذه المخدرات تأتي عن طريق عصابات (بشار الكلب) في سوريا, وعن طريق (حزب الشيطان) كلاب إيران في لبنان.

ومن يعتقد أنني أبالغ أو أني أطلق الكلام على عواهِنِهِ, فليتأمل هذه الأرقام المُخيفة والتي صرّح بها المُتحدّث الأمني لوزارة الداخلية خلال مؤتمرٍ صحفي, حيث ذكر أن الجهات الأمنية استطاعت أن تُطيح خلال الستة أشهر الماضية بـ(1461)* متهماً منهم (512) سعودياً بالإضافة إلى (949) متهماً من (38) جنسية، يحملون أكثر من 24 مليون قرص (إمفيتامين) مخدر، وأكثر من 19 طن (حشيش), و14 كيلو (هيروين) خام, و8 كيلو من (الأفيون) المخدر, لاحظ أن هذه المصائب حدثت خلال 6 شهور فقط, ولاحظ أيضاً عدد الجنسيات التي شاركت في هذه المصائب فهو كبير جداً, لذا فإن الحمل كبيرٌ جداً على رجال الأمن الأبطال, ويجب على كل مواطن أن يكون نبيهاً غيوراً على الوطن وعلى شبابه.**

وقد تطوّرت وسائل الشر وتنوّعت, وأصبح المروّج يستخدم وسائل التواصل الحديثة في ترويج سمومه على ضحاياه, فتجده مع إخوانه من شياطين الإنس ينتشرون بين تغريدات تويتر, وصور الإنستقرام, ومحادثات الواتساب, ومقاطع السناب, ساعين بكل ما يمتلكون من طاقاتٍ شريرة, ونفوسٍ حقيرة, إلى أكبر عدد من المدمنين, لاستنزاف أموالهم وإفساد حياتهم, وسواءً أدركوا أو لم يدركوا فهم عبارة عن خناجر مسمومة تطعن الوطن في ظهره.*

صحيح أن الحِفظ والرعاية من الله عز وجل, وصحيح أنه سخّر لنا رجالاً أشداء نُجباء أوفياء في كافة أجهزة الدولة المعنيّة بهذه القضية, من جمارك, وحرس حدود, وخفر سواحل, ومكافحة مخدرات, وأمن طُرق, ورجال شرطة, ومباحث, ومواطنين غيورين شُرفاء, ولكننا نطمح بشبابٍ مثقف وواعي, قادراً على التمييز بين الحِبال والأفاعي, فقضيتنا عادلة, ومعركتنا رابحة, فنحن نُمثل الخير, وهم يمثلون الشر, نحن نجسّد الولاء والوفاء وحُسن الانتماء, وهم يجسدون الخيانة والدناءة والظُلم والاعتداء, لذا فإن النصر بإذن الله حليفنا, والحزم والضرب بيدٍ من حديد طريقنا.

وليحذر كل الحذر من يستخف بالمخدرات وبأضرارها, بأن تسول له نفسه الأمّارة بالسوء أن يُرافق المتعاطين أو أن يتهوّر ويجالسهم, لأنه لن يلبث قليلاً حتى يُجرّب, وإن جرّبها مرّه أصابته الحسّرة, وانزلقت قدمه في حفرةٍ مالها قرار, وإن أراد العودة لم يستطع الفِرار, يقول (المثل الألماني) : من يسير خطوة واحدة نحو الجحيم فقد اجتاز نصف الطريق.



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha