مشاهدة النسخة كاملة : ‏نبوّة النساء


ناقل الأخبار
2016-08-27, 06:20 PM
‏لقد ساوى الله بين الذكور والإناث في التشريع ، وإنما التفاضل كان فيما يخص الرجال والنساء (الجندر* Gender) كأدوار وصفات لا علاقة لها بالجنس ذكر أو أنثى، لم يكن ذلك عبثا.

‏والمساواة بين الذكور والإناث تعني المساواة بين الذكور الإناث الرجال ، وبين الذكور والإناث النساء.

‏ولفهم سياق الكلام، لابد أن أعرّج على المعنى اللغوي للرجال والنساء. فمعنى الرجال لغويًا: هو الترجل ويعني المشي على الأرجل والخروج من البيت لطلب الرزق؛ فالرجال هم المسؤولين عن الإنفاق، وذكر في قوله تعالى:” وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا”، أي يأتوك راجلين مشيًا على أرجلهم ( وليس الرجال الذكور ) أو رواحلهم.

‏وأما معنى النساء لغويًا: هو النسيء ويعني التأخر، وتعني التأخر عن الخروج والجلوس في البيت دون الخروج للعمل، فدلّ ذلك على المنفَق عليهم. وقال تعالى: ” إنما النسيء زيادة في الكفر”، والنسيء التأخر وتأخير العرب الأشهر الحرم والتلاعب بها.

‏و نقتبس دليلاً من لسان العرب لابن منظور، يقول فيه :

‏”كما أَن الغالب على الرجال أَنهم الذكور دون الإِناث وإِن كانوا يقولون رَجُلة “.

‏وفي هذا الدليل يشير ابن منظور إلى أن لفظ الرجال كان يستخدم للجنسين الذكور والإناث؛ لكن مع مرور الوقت تغيّر، فغلب هذا الاستخدام على الذكور وخُصّص لهم، واستخدم تجاوزًا لفظ رَجُلة للأنثى، أما الأصل اللُّغوي فهو لفظ للجنسين.

‏فكلمة “رجال” في الآية: “وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم” هي شاملة للجنسين الذكر والأنثى.

‏والسؤال الجندري الأهم هنا، ماهو دور الرجال وماهو دور النساء؟ وإجابةً على ذلك أقول، عندما تأخذ الأنثى دور ووظيفة الرجل، فهنا يجب معاملتها واعتبارها على هذا الأساس، وليس على اعتبار الجنس البيولوجي أو بحسب الأعضاء الذكرية أو الأنثوية. والعكس صحيح، عندما يأخذ الذكر دور ووظيفة النساء كأن يكون عاطلاً في البيت ويُنفق عليه ولا يذهب لطلب الرزق، يعامل وفق وظيفته الاجتماعية لا وفق أعضاءه التناسلية.

‏حيث أن التفاضل بين الرجال والنساء، يكمن في الدور الوظيفي الاجتماعي، وليس في الأعضاء التناسلية.

‏وكما اُختلف في الأنبياء والرسل وعددهم، اُختلف أيضًا في نبوّة النساء، والأمر ليس غريبًا، فكل قضايا النساء من سالف العصور، لم يجتمع عليها أحد!

‏فالأشاعرة والماتريدية وغيرهم، كانوا على خلاف في موضوع “نبوّة النساء” واختلافهم نابع من تفاسير وتآويل كثيرة. حيث أن نبوة النساء ثبتت في ست نساء فقط، هُنّ: حواء، وآسية، وسارة، وهاجر، ومريم وأمّ موسى. وهذا حسب قول الأشاعرة.

‏وكمثال بسيط، هل يُعقل أن ترمي أم موسى ابنها في اليمّ دون علم ويقين منها بأن موسى سيرجع إليها طال الزمان أو قصُر. ولا تفعل ذلك أم بابنها إلا إذا كانت مُصابة بمرض عقلي “مجنونة”. وهذا ما حصل مع إبراهيم حينما همّ بذبح ابنه قربانًا. فماهذا إلا وحيٌ حق من الله. وأنا هنا أتفق في إثباتها قطعًا، فكل المواضيع خلافية عدا الأصول وأحدًا منا لا يستطيع أن ينكر ذلك.

‏ونجد في ذلك أن توفر شرطين مهمين في الإنسان باختلاف جنسه يؤهله بأن يصل إلى درجة النبوّة، والأمر هنا ليس احتكارًا للذكور دونًا عن الإناث، وهما: “اكتمال الوعي وبلوغ الكمال”.

‏المرأة التي زعموا أنها ناقصة الأهلية حسب تفسيراتهم المنتمية للنوع الذكوري المجحف، كانت “نبيّة” بوحيٍ يوحى إليها لا شكّ فيه ولا ريب.



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha