مشاهدة النسخة كاملة : الأعمال السعودية بنكهة تويترية


ناقل الأخبار
2016-06-25, 05:26 PM
‏”شفتِ قيم اوف ثرونز ؟

أي انتظر الموسم الجاي بعد

طيب شفت لمّا ،،

هيه هيه لاتحرقين علي”

‏هذا حوار في مشهد من المشاهد الكثيرة المقتبسة من تويتر هذا العام وهو من المسلسل السعودي 42 يوم ويعطينا انطباع واضح أنَّ تويتر هو الحاضر الأبرز في كتابة الكثير من الأعمال التلفزيونية هذا العام .

نلمس ذلك بشكل واضح في الكثير من حلقات مسلسل (سيلفي).* فما يدور في فلك تويتر من مجادلات وحوارات ومواضيع، كانت حاضرة في هذا الجزء من المسلسل .

‏والشيء الأبرز أيضاً هو تواجد شخوص عُرِفوا من خلال تويتر نجد اسماءهم ككتَّاب في بعض أعمال رمضان الحالي، مما يدعم فكرة أن تويتر كتبَ الدراما هذا العام.

‏لم يكتفِ تويتر عند حد المشاركة في الكتابة فقط، فهناك أعمال ووجوه لم تظهر هذا العام، وقد كانت تتسيَّد الشاشات لأعوام، إنه تويتر!! من أهم أسباب الضغط على هذه الشاشات لتحُسَّن من مستوى إنتاجها وتتجاهل الأعمال السطحية التي كانت تُظِهر المجتمع والشباب السعودي بصورة هزلية هشّة، وتزيد المجتمع هشاشة فلا هي تطرح القضايا المحلية بصدق ولا هي تفيد المجتمع وتطرح القضايا بشكلٍ مدروس يكون عُرضة للدراسة ثم الحل.

‏هناك أعمال رديئة فلتت وعُرضتْ لكنها لم تسلم، حيثُ لاقت الكثير من النقد اللاذع والسخرية مما قد يجعل حضورها في الأعوام المقبلة مهدد ومكانها شاغر ومكانتها قد تأخذه أعمال جديرة بالأحترام .

‏الآن ومع انفتاح السعوديين على المسلسلات الأجنبية ومعرفتهم لخبايا الإنتاج وصناعة الأعمال التلفزيونية وتداولهم مقالات النقد الفني ومراجعات المسلسلات الأمريكية ، لم يعد من الممكن أن تقدّم لهم أعمال محلية متواضعة، وهذا يفسّر ارتفاع ذائقتهم ونقدهم الذي تطور عن السابق. إنّ مواقع التواصل الآن سهّلت التواصل بين المشاهدين والقائمين على هذه الأعمال لمعرفة مالذي يعجبهم ويثير اهتمامهم* وقضاياهم وما يرغبون، وكون هذه الأعمال الفنية التلفزيونية كلها تجارية والهدف منها الكسب فهذا لايجيز تفريغها من مهمتها ورسالتها لتكونَ مصدراً للربحِ فقط؛ لأنَّ المشاهدَ أولاً والذي يعجبه سوف يساهم في استمراره ودعمه .

‏تويتر ساهم في تغيير الكثير من الأمور وغير مستغرب لو ساهم بالتأثير في الأعمال الفنية وعلى القائمين عليها بشكل إيجابي، لكن الساحة استمرت في فقرها ومحدوديتها، ومانشاهده من جديد كان نسخ ولصق المتداول ووضعه كما هو بسطحية دون تكبد عناء خَلق روح فنية مبتكرة ، ويجبر المشاهد السعودي على تقبل أعمال محلية متواضعة بمجرد محاولتها استمالته بطرح مواضيع وسرد حوارات يرددها في مواقع التواصل، فقط لشعوره بأن هذا الكلام يمثله وتلك الشخصية تشبهه.

‏تويتر قدّمَ لنا خدمة رفع الذوق ومعرفة خبايا القضايا ومانحتاج إليه عن طريق طرح الرأي والرأي الآخر ، وتبقّى على أهل الفن التقدم في إبهار المشاهد بالإبداع والإبتكار.



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha