مشاهدة النسخة كاملة : قتلة الحوار


ناقل الأخبار
2016-06-25, 05:26 PM
الحوار يعد من أسس الحياة و التربية الحديثة، فبه يمكن إيضاح وجهات النظر وبيان غوامض الأمور التي يكون على الاخرين. وبه يمكننا الوصول الى نقاط إلتقاء في موضوع يكون فيه اختلافات، وعكس الحوار الجدل وغالبة تشبث بوجهات النظر وصراع لمن تكون الغلبة !وهو مختلف عن مفهوم الحوار كليا.

الحوار له أسس ومبادئ صاغها المفكرين و الفلاسفة السابقين وعلى رأسهم سقراط فكان يحاور الناس على أنه لا يفقه شيء ثم يدير الحوار حتى يكتشف محاوره الحقيقة شيئا فشيء، ليبين لنا كيف هي أدوات هذا الحوار وكيف تستخدم ؟

لنظهر بمظهر حضاري إنساني ويكون لدينا ما نستفيد منه و يستفيد من هم متابعين أو حاضرين فلن تجد غضب،صراخ،قذف،سب،شتم …..الخ يكون بمثابة إرهاب في الخطاب يصل الى حد ” الإشتباك” في بعض الاحيان !!!

من ينظر الى عالمنا العربي من ناحية الحوار ولعل اليوتيوب خير شاهد، وكما نعلم بأن العرب يوجد بهم خصلة “سرعة الغضب” فيصعب عليهم إستخدام الحوار، منهم من يستخدمون اليد بدلا عن الحوار أو الصراخ لإظهار مدى درجات الغضب. هذا السلوك في لغة التواصل لن يكون ذات يوم أسلوب وقتنا الحالي في التواصل بهدوء وبلغة “الحوار”.

قتلة الحوار كثُر لا يمكن حصرهم، ولكن سأعرض ما أراه عواملها منذ نهاية عام 96 أنطلق الدكتور فيصل القاسم ببرنامج الإتجاة المعاكس الذي يعد الإول من نوعه كبرنامج حواري ذو سقف عالي جداً يكاد يكون بلا حدود، ولكنة بث

لنا فكر بعيد عن ما يسمى بالحوار فنجد به الشتم والصراخ وحديث الاثنان في آن واحد فلا تستطيع أن تفهم شيء منهما؟ بل يتطور الموضوع الى الإعتداء و التشابك بالأيدي و أحياناً ببعض أثاث الاستديو !!

في مملكتنا الحبيبه قام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله في عام 2003 بأنشاء مركز للحوار الوطني وسبق هذا في عام 2002 إفتتاح مركز الملك عبدالله لحوار الاديان، كل هذا نابع من أيمان تام بأن الحوار هو لغة العصر وهو الطرية المثلى للإقناع ونبذ

كافة أنواع العنف و التطرف، لكن مركز الحوار الوطني أخذ مسار بعيد عن الهدف الرئيسي لمبدأ الفكرة الاساس وهي نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي ورفع مستوى الوعي به ، فذهب الى* ” النخب ” الذين يعلمون معنى الحوار وغالبهم يملك مهارات في ذلك

المفترض أن تكون لكافة أفراد الشعب وللمهتمين دورات تأهيلية في هذا المجال والسماح للجميع بالمشاركة لا أستماع فقط ، لغرس الثقة في الفرد و أن لدية الأمكانية في بناء ذاته.

من جهة أخرى وتحديدا في الخليج العربي ظهرت قنوات ” رياضية ” هي الاخطر في وجهة نظري وهم القتلة الحقيقيين لحوار !! لماذا ؟ لأنها تدعي بأنها بعض وليس كل ما يستخدمه القاسم من إرتفاع سقف الحرية و أريحية الحوار، لكن خطرها* فالمواضيع التي يتناولنها وهي ” الرياضة ” نعم أخطر من السياسة ؟ كيف؟ لو نظرنا الى شرائح المتابعين لوجدنا كافة الشرائح تتابع وبحماس ابتداء من الأطفال ثم الشباب و نهاية بكبار السن كل هؤلاء لديهم ميول و أنتمائات مختلفة يشاهدون بالميول أو التعصب أن صح التعبير لا بالنظر الى مبدأ الحوار. والاهم ما يحاك خلف الكواليس من سينارو للخروج بحلقة هوليودية تجذب أنتباه المشاهد الذي يعتقد بأنها ” حقيقية “.

أن هذه القنوات وما تسوقه من تعصب على لسان لاعبين سابقين من يدعون حاليا ” محليين” لا يكاد أغلبهم يحمل الثانوية العامة و صحفيين رياضيين يقتاتون على نشر هذا الداء بين أفراد المجتمع فلا يكاد يخلو مجلس أو مكتب عمل أو اي يكون فيه إجتماع الا تسمع تراشق بين المتعصبين إنتقاص كلا منهم نادي الاخر وترديد كلام من يستضافون في هذه القنوات.

هؤلاء هم قتلة الحوار، فتجدهم لا يعون ما معنى الحوار و الدليل يتردد على مسامعك و أنت تشاهدهم كملة ” لا تقاطعني “، هل من يقول هذه الكلمة لدية أدنى مبادئ الحوار؟ وهل يقابله لدية أدنئ أسس الاحترام الحوار؟ هؤلاء أفسدوا المجتمع

بأن جلبوا كلام العوام ووظفوه تحت مسمى حوار حتى أصبح المجتمع عبارة عن ركام من التعصب الرياضي المقيت الذي أظهر لنا أسوء صورة بأن يهجر الصديق صديقة من أجل رياضية! وكيف يغضب الاب على أبنه من أجل رياضة ! كيف يتشاجر الاخ مع أخيه من أجل حفنه من المتلاسنين أغلبهم ” مدفوع له أجر لسانه” واهم ما تراه منهم هندامه و النظر الى ” واتسابه ” ليبلغه متابعيه ما يحدث في حضوره دون أنتباهه؟

أن لم يكون للمجتمع كلمة ضد هؤلاء القتلة سندفع ثمن ذلك في الاجيال المستقبلية مالم نحصنهم بالعلم الذي يظهر أثرة على السلوك و بالقرأه التي تنير لهم فهم معنى الاختلاف ومعرفة أننه يستطيع أن يواجه بالحوار لا بالصراخ و السب و الايدي.

أحمل الجهات الرسمية الإعلامية و رعاية الشباب كامل المسؤولية في عدم حجم برامج بث التعصب التي جعلت من الرياضة مناصب عداء و إتهام، لان المطلوب منهما حماية فكر الشباب و عزل من يريد إسادة فقط لغرض تجاري رخيص ومنفعة شخصية.

ختاما، الحوار لغة جميلة لا يوجد بها غضب أو أنتصار أو هزيمة ولا يوجد بها حتما ” نسف جبهه” التي أفسدت عقول الكثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي. هي أدوات تمكنك من فرض إحترامك أمام من يحاورك، الحوار عبارة عن جسور معروفه وتبادل معلومات. كل هذا يجعل منك شخص واثق مطور لذاته لا يخشى الإختلاف ومتقبل له.

هل تتفق معي بأن هؤلاء هم ” قتلة حوار” ؟

الى القاء



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha