مشاهدة النسخة كاملة : حكايات سوق الجمعة: زيد وحوريّـة جـداويّـة (?)


ناقل الأخبار
2016-06-24, 08:54 PM
أحضرت ليلى الشاي لوالدتها وزيد، وطلبت سلمى من ليلى أن تحضر قليل من النعناع، يمكن زيد يحب يشرب الشاي بالنعناع. ذهبت ليلى على الفور وأحضرت النعناع، ثم قالت لها والدتها: أتركيني مع زيد شوية، الله يرضى عَلَيْكِ يابنتي، عندي هرجة خاصة مع زيد. بدء الهلع والخوف والإرتباك يدب في جسمي، يقول زيد. ذهبت ليلى، وبقيت سلمى مع زيد، قالت له إسمع ياولدي: أنا أعرف عنك كل شيء تقريبا، لكن يمكن إنت ما تعرف عننا شيء. أنا أصلي من اليمن جئت إلى السعودية قبل (??) سنة، مع زوجي، ثم فتحت درج في الطاولة بجانبها، وأخرجت صورة فوتوغرافية، وأردفت: هذا زوجي علي، رد زيد: ماشاء الله، أبوليلى؟ قالت سلمى: لا، أصبر تجيك الحكاية. تزوجت في الحديدة وبعد سبعة أشهر جئت مع زوجي للحج، وقدر الله، وحصل للباص حادث، وتوفي زوجي ومعاه (?) من الحجاج اليمنيين. أنا أصبت في الحادث ونقلونا للمستشفى هنا في جدة، وجلست في المستشفى (?) أسابيع، وبعدها خرجت عند بنت خالتي هنا متزوجة شخص سعودي.

داهمت الأفكار عقل زيد، سلمى تتحدث وزيد “يضرب أخماس في أسداس”، كما يصف نفسه. *يقول: كانت سلمى تتحدث وفكري يدور حول ليلى، وكنت أتوقع “أي مصيبة” في قصة، أو حكاية سلمى وبنتها ليلى. تقول سلمى: كنت أتردد على المستشفى قرابة (?) أشهر، وفي المستشفى تعرفت على طبيب من سوريا كان يهتم بي طبياً في البداية ثم تطور الأمر إلى علاقة عاطفية، لكنه لم يتردد وفاتحني في الموضوع، وطلب يدي للزواج. كان يعرف قصتي كاملة من خلال زياراتي المتكررة للعيادة. كانت “ملاذ” إبنة خالتي في جدة قد نسقت مع زوجها لمنحي الجنسية وتم تقديم الأوراق. تقول سلمى: أخبرت الدكتور توفيق عن طلب الجنسية السعودية، قال: لو منحوكِ الجنسية السعودية ستتعقد الأمور أكثر وسيصعب أمر الزواج، لكن الأفضل أن نتزوج في أقرب وقت. كان توفيق، تقول سلمى، إنسان محترم ومؤدب، ولا أكذب عليك، وقعت في غرامه. فاتحت بنت خالتي “ملاذ” وزوجها، تردد زوجها قليلاً، ثم وافقوا، ذهبت مع توفيق للسفارة، وأتممنا عقد القران. توفيق من اللاذقية في سوريا هو أبو ليلى.

كانت سلمى، يقول زيد، متحدثة بارعة، فقد كانت تتناول الحكاية من مفاصل هامة، وكأنها تقرأ التساؤلات التي في ذهني. إستدركت سلمى وقالت: الحكاية طويلة، لكن بالمختصر المفيد، ليلى يتيمة توفي والدها، ويمكن ليلى تحكيك الحكاية، ليلى أنهت تعليمها وحاصلة على الماجستير، وترك لها والدها، الله يرحمه، ثروة كبيرة. ليلى عندها الجنسية السعودية وكانت محتارة بين الوظيفة وبين طموحها في أنها تبدأ مشروعها الخاص. لكن، أكملت سلمى، إذا عندك استفسارات ليش ما تقولها لليلى، أنا حدخل أرتاح، كثرة الجلوس، تسبب لي ألم في ظهري ياولدي. لم يكن حديثي مع السيدة سلمى ، يقول زيد، سجالاً، كانت هي وحدها تحكي الحكاية وبأسلوب جاد وممنهج. وكأنها تريد أن تغمرني بكل تلك المعلومات لكي يتعطل ذهني عن طرح الأسئلة. وكالعادة هزت سلمى الجرس بجانبها، وجاءت ليلى، قالت سلمى: أنا يابنتي حدخل أقيّل، إجلسي مع زيد، ولا تنسي تغيّري الشاي، وقدمي له قاتوه، أو فواكه، زيد ما أكل زي الناس على الغداء. حاضر يا ماما، ردت ليلى. يقول زيد كل تلك المشاهد تتلاحق وأنا في حالة من الذهول، وما أن أنتهي من فصل أو مشهد يبدأ آخر أكثر تعقيداً. أما نحن، فسنكمل حكاية زيد وليلى في قادم الأيام، مع بعض من حكايات سوق الجمعة.



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha