مشاهدة النسخة كاملة : الهدا مدينة الضباب


ناقل الأخبار
2016-05-07, 02:00 PM
د. أحمد السقاف*****



كيف لا أتناول هذا الموضوع والهدا هي “محبوبتي” و “عشقي الأول”.. أحن إليها كما يحن الوليد إلى عطف أمه وثديها.

“ومن الورد ماقتل” جملة لايعرف معناها سوى شخص نشأ على أرضها بين أحضان جبالها وأرغمته الحياة عن الابتعاد عنها.. إنها الهدا* أيها السادة ، مدينة الضباب، فكم من عاشق لها تفطر قلبه حبا وشغفا وحنينا إلى سهولها ووديانها فإن كان قيس قد عشق ليلى فقد عشقت تلال الهدا وعشت في وجدانها وتتوق عيناي لرؤية مطر سمائها وتشتهي قدماي أن أمشي حافيا وسط وادي “حماها” -اسم واد- وفوق جبل حبلان في الهدا ألوان الطيف فيه ممزوجة مع خضرة شجر التوت والرمان.

أيها الكريم سوف تقرأ في سطوري بعض المبالغة ولكنك لم تسمع تغريد العصافير وسجع القماري وسط أشجار اللحيان” منطقة غزيرة الأشاجر” ولا أنسى وادي محرم المشهور بالسفرجل المعروف “بالسفرجل الخشجاش” .

وهل هناك أجمل من مدنية لوس انجلوس التى تعتبر من أجمل مدن العالم، كنت أحن إليها في فترة الصيف عندما كنت مبتعثا للدراسات العليا، مناظر وأجواء خلابة، يجذبني فيها هدوءها وورودها لأن “الوردجميل..جميل الورد” ومهما بلغ شوك الورود فهو لايؤثر فيمن يعيش روائحه العطرة، رحم الله موسيقار الجيش وأسكنه فسيح جناته عندما تطرق إلى المدينة الخلابة “الهدا” وردد “قابلتك في الهدا صدفة” قضيت أيام في بعدك “ويقصد عن الهدا لأمر ما لا أجد حرجا عندما أقول “هويتك يا بعد روحي” وأزيد “وهذا الجرح مسموح لأنه منك يا روحي” إنه بالنسبة لي جرح لايبرأ إلا بعدما أشاهد مناظرها الطبيعية وأشم هواءها الطبيعي.

تجدالبساطة وحسن الاستقبال والبشاشة لدى الكثير من أهليها. أقف عند شروق الشمس وعند الأصيل أتمتع بمناظرها وهواءها الأخاذ. كيف لا وهي المدينة التى تمون مدن المملكة بفواكهها التى لها طعم لايوصف، كيف لا وهي تطعمنا وتغذينا بمختلف الفواكه وأهمهابالنسبة لي “البرشومي و التوت والعنب” وإن كان “رمان لية وبطحان”من النوعية التي* لايمكن أن يعلى* عليها، اليوم الذي أغادر فيه إلى مدينتي المقدسة “مكةمكرمة” أحس بحسرة وأرغب في العودة إليها لقضاء أيام أحسها من أحلى أيام عمري المتبقية.

أقول فيها:



أميل إلى الهدا والشوق يجذبني* *فكيف بالله لا أرنو إليها



رحمة بي يا إلهي في زيارتها في جميع فصول السنة.



أقول كما كان يقول وديع الصافي “جينا من الطائف و الطائف رخى” ولا أنسى ماردده العميد طارق عبدالحكيم في ثقيف وأزيد الهدا عليها بالقول ” ياريم وادي ثقيف ” ومن حبي أزيد وأقول “ياريم وادي الهدا “.



أعيدوا النظر في السياحة الخارجية وأجعلوها داخليا . تمتعوا بالأماكن الخلابة التي وهبها الله جمالا وروعة وأمنا وأنتم في بلادكم وبين أهليكم .

كل ما أتمناه النظر في إيجارات الشقق والاستراحات وتوفير المزيد من المرافق والخدمات والاحتياجات التى تجعل السائح مبتهجا وسعيدا هو وأسرته وأحبابه.

تخيلوا عندما تشدو كوكب الشرق أم كلثوم برائعتها الجميلة “شمس الأصيل ” وردة الفعل لدى الإنسان الذي يجدنفسه ميالا إلى هذا الجو الذي يعيشه.

متعني الله وكل حبيب وعزيز على قلبي بهذه الأجواء الممتعة.










المحتوى من صحيفة ماب

Adsense Management by Losha