مشاهدة النسخة كاملة : تمويل الإرهاب


ناقل الأخبار
2016-05-04, 10:31 PM
الإرهاب من الشرور العظيم والمفاسد الكبيرة التي ابتليت بها الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع.

وتمويل الإرهاب جريمة لا تقل عن الفعل الإرهابي مهما كانت بشاعته.

وتمويل الإرهاب يكون فكرياً ويكون مادياً ومعنويا..

فأما تمويله فكرياً وهو أهم وأعظم أسباب نشوء الإرهاب ؛ فيكون بنشر الفكر المتطرف الضال المخالف لما ورد في كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – أو بابتداع نظريات أو أقوال يزعم أصحابها أنها تستند إلى شريعة الإسلام كذباً وزورا. وذلك إما بتحريف النصوص وتأويلها تأويلاً باطلاً يخالف ما قال به علماء الإسلام سلفاً وخلفا. أو بالسماع لدعاة الثورات وإثارة الفتن.

ويستهدف خاصة الناشئة محاولا تغذيتهم بالكراهية والتطرف والحقد الاجتماعي وتصوير المجتمع زورا بأنه منحلٌ أخلاقياً أومنحرف سلوكياً.

وهذا ما كان يدعو إليه الرعيل الأول من أم الجماعات الإرهابية (الإخوان المسلمين) في تنظيم القاعدة ؛ إذ قالوا: نحن لا نريد أن يكون الإنتماء إلينا حركياً ؛ بل نريد أن يكون الإنتماء إلينا فكرياً ..

وقد اجتهدت الدولة وفقها الله للأخذ على أيدي ممولي الأرهاب مادياً، من أشخاص يدعون إلى تمويل الإرهاب بطرق شتى أخطرها ما كان باسم التبرعات لدعم ما يسمون بالمجاهدين والصدقات للفقراء والمحتاجين وكانت للأسف تذهب للفئات الضالة والمناشط المنحرفة.

ومن صور تمويل الإرهاب سكوت القادرين من أهل العلم والفكر والثقافة عن بذل النصيحة والتحذير من دعاة الفتنة والإرهاب وأربابه ومعتنقي الفكر التكفيري الخبيث.

الإسلام في مضمونه جاء بكل صور الرحمة للعالم وضمان أمن المجتمع وسلامته فكرياً.

والمملكة العربية السعودية منذ أن قامت على الدعوة الإصلاحية لم يُعرف عنها التكفير وإرهاب الأمنين أبدا.

ولله الحمد التطور والنماء وحرص ولاة الاأمر على كل ما ينفع أبناء هذا الوطن ومواقفهم الثابتة النبيلة مع قضايا الأمة خير دليل على ذلك.

ولما ابتليت المجتمعات بشر الحزبية والانتماءات الطائفية ؛ انتشر فيها الفكر الإرهابي المنحرف والذي يهدف لشق عصا الطاعة وتكفير المجتمعات ومفارقة جماعة المسلمين وتكفير أئمتهم.

إن الحلول والأفكار لمواجهة خطر الإرهاب والفوضى والأفكار الضالة كثيرة ، لكن أهمها السرعة في انتشال مسبباته* وتجفيف منابعه بتعزيز الأمن الفكري ، وحفظ المجتمع من شر المحرضين وكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار هذا الوطن الكريم.

والدولة وفقها الله تسعى حثيثاً للمحافظة على أمن المواطن في بلادنا الطيبة وتحارب كل ما يدعو لزعزعة الأمن والوحدة الوطنية وتبذل جهوداً ملموسة في قهر الإرهاب ومعتنقي فكر الفئة الضالة الخارجة عن الدين والقانون.

حفظ الله بلادنا وولاتنا وعلمائنا ، وكفانا شر الأشرار وأدام علينا الأمن والإستقرار.



عبدالعزيز الموسى

عضو الإدارة العامة للتوجية والإرشاد بالمسجد الحرام في مكة المكرمة – سابقاً-



من صحيفة انحاء

Adsense Management by Losha