مشاهدة النسخة كاملة : الرياض.. كلمة السر في العلاقات الخليجية الأمريكية المغربية


ناقل الأخبار
2016-04-21, 10:10 PM
“سحابة صيف ومرت”، هكذا وبهذه الكلمات ذات المغزى في عالم الدبلوماسية الدولية، يمكن وصف التوترات الأخيرة التي شهدتها العلاقات السعودية الأمريكية، بعد تصريحات صحفية أخيرة نقلتها صحيفة “ذي أتلانتك” الأمريكية على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وبالرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات على مستوى تصريحات وتهديدات من الخارجية السعودية بسحب استثماراتها من السوق الأمريكية ما من شأنه إصابة سوق الأسهم الأمريكية بهبوط حاد في حركة تبادل أسهمها الاقتصادية الاستثمارية، وعلى الرغم من كل المعاول التي ضربتها واشنطن في جدار العلاقات المتينة بينها وبين حلفائها في الشرق خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني الذي توصلت له مع طهران في يونيو من العام الماضي إلا أن زيارة أوباما للرياض جاءت بتطمينات كثيرة.

فمنذ أن وضع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – اللبنات الأولى للعلاقات التاريخية الصلبة بين المملكة والولايات المتحدة إبان اجتماعه مع الرئيس الأمريكي روزفلت وقتذاك، وتلك العلاقات تشهد نموا مطِّردا ومتزايدا مع مرور السنوات إلى أن وصلت اليوم إلى هذه المتانة الواضحة التي أدت بالتالي إلى تعميق المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين، وأدت كذلك إلى مواجهة كافة القضايا العالقة بروح من التجانس والتقارب، حسبما أشارت جريدة اليوم السعودية في كلمتها الافتتاحية بعنوان “علاقات سعودية أمريكية متنامية”، لافتة إلى أن مسيرة العلاقات السعودية الأمريكية الاستراتيجية القائمة على مبدأ التوازن وتعزيز التفاهم المشترك بين البلدين أدت إلى بحث كافة القضايا الدولية والإقليمية ومهدت كافة السبل المؤدية إلى تحقيق أقصى درجات المصالح المشتركة بينهما وإلى العمل لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

وأوضح أيمن الحماد، رئيس تحرير جريدة الرياض، في كلمة الصحيفة الافتتاحية بعنوان “قمة الرياض.. مرحلة ما بعد التطمينات”، أن القمة الخليجية – الأميركية تعد استكمالاً لما انتهت إليه قمة كامب ديفيد يونيو الماضي، وكان الرئيس الأميركي عازماً على إمضاء الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم في يوليو 2015، موضحًا أنهما اتفقا على تأسيس شراكة استراتيجية جديدة بينهما، هدفها تحسين التعاون الدفاعي والأمني، بحسب البيان الختامي، مشيرًا إلى أنه قبل بضعة أسابيع تم الإعلان عن تشكيل مجلس خليجي – أميركي لوزراء الدفاع الهدف منه تقوية دفاعات الخليج ومحاربة تنظيم “داعش”، وفي ذلك دلالة على التزام أميركي بأمن الخليج.

وأشار الحماد إلى أن التفاصيل التي ينتظرها الجانب الخليجي تتمحور في عدة نقاط أبرزها: الحفاظ على التوازنات في المنطقة من خلال تزويد دول المجلس بمنظومة صاروخية متقدمة لردع الترسانة الباليستية الإيرانية الأكثر عدداً في الشرق الأوسط، وأن العمل على هذه الخطوات قد يكون مؤشراً صحياً لاستعادة العلاقات الخليجية الأميركية في زمن نهاية الحقبة الأوبامية.

ويرى هاشم عبده هاشم، في مقاله “قمة المصير الخليجي – الأميركي المشترك”، بصحيفة الرياض، أن لقاء اليوم في الرياض بينه وبين ملوك وقادة دول مجلس التعاون يُمثل أهمية قصوى بالنسبة للجانبين.. ولا علاقة له بخروج رئيس انتهت فترتا ولايته، وقدوم رئيس آخر لسببين أولهما أن سياسة أميركا المركزية تضعها مؤسسات دستورية بالغة الفعالية والتأثير في صنع القرارات الاستراتيجية ومنها علاقة أميركا بالخليج وثانيهما أن المصالح العميقة والمتبادلة والحقيقية تفرض على الجانبين العمل معاً بتناغم لما فيه خير الطرفين ولأنه لا مصلحة لأميركا في أن تكون منطقة الخليج معرضة للتهديد، موضحًا أن قمة اليوم ستكون مهمة للغاية لما ستتركه من أثر على السياسات الأميركية خلال الفترة الأولى من الرئاسة الأميركية الجديدة التي ستدخل البيت الأبيض وتحتاج فيه إلى مثبتات للعلاقات الأميركية الخارجية.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أشار إلى أن الولايات المتحدة تقدر المواقف الخليجية بسبب الاتفاق النووي الإيراني، وتؤكد التزامها بأمن دول الخليج، مضيفًا أن النظام الإيراني يواصل دعمه للإرهاب عبر تسليح الجماعات الإرهابية في المنطقة.

وتعهد أوباما خلال كلمته في ختام القمة الخليجية الأميركية التي عقدت في الرياض بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وقادة دول الخليج، أن تعمل الولايات المتحدة على منع تسليح إيران للمتمردين الحوثيين، مؤكدًا على أن واشنطن تواصل العمل مع دول الخليج على مكافحة الإرهاب وإحلال السلم في المنطقة العربية.

في نفس السياق أكدت دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية على أنها تشكل “تكتلا استراتيجيا موحدا” وتلتزم “بالدفاع المشترك عن أمن بلدانها واستقرارها”، وذلك في ختام قمة خليجية مغربية عقدت في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأربعاء.

وقال البيان الختامي إن قادة الدول الخليجية والعاهل المغربي، الملك محمد السادس، عقدوا القمة انطلاقا من العلاقات الوثيقة القائمة بين قادة وشعوب دول مجلس التعاون والمملكة المغربية والروابط التاريخية المتينة، وإيمانا بأهمية التضامن والتكامل بينها، وجدد القادة التأكيد على إيمانهم بوحدة المصير والأهداف، وتمسُّكهم بقيم التضامن الفاعل والأخوة الصادقة، التي تقوم عليها العلاقات التاريخية الاستثنائية بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية.

وشكلت القمة “مناسبة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية، ولتنسيق المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة العربية، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

Adsense Management by Losha