مشاهدة النسخة كاملة : رئيس مركز الخليج للأبحاث : زيارة الملك لمصر تاريخية ومفصلية


ناقل الأخبار
2016-04-08, 01:53 AM
أكد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر اليوم الخميس ، أن زيارة خادم الحرمين* الشريفين الملك سلمان لمصر “تاريخية ومفصلية”، على صعيد تفعيل الشراكة السعودية المصرية.

وقال صقر،إن الدولتين ليس لهما *أجندات خاصة، أو أطماع* توسعية إقليمية، أو تصدير أيدلوجيات أو أفكار ضارة، بل إن الدولتين في خندق واحد لمواجهة الإرهاب، وهما من الدول الداعمة للوسطية ومحاربة الغلو والتطرف، هما من الدول المؤيدة للسلام على المستوى الدولي والإقليمي، بل تتويجًا لعلاقات وثيقة قائمة بين الدولتين والشعبين، واستمرارًا لتاريخ طويل من التعاون المشترك، فالعلاقة بين الجانبين يمكن وصفها في حدها الأدنى بأنها تاريخية وإستراتيجية في الوقت ذاته.

وشبه “ابن صقر” زيارة* الملك سلمان الحالية للقاهرة بزيارة الملك المؤسس إلى حد كبير، فإن كانت الأولى جاءت بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية مرحلة تشكيل عالم ما بعد هذه الحرب، فإن الزيارة الحالية تأتي بعد أحداث ما يسمى الربيع العربي التي خلفت فراغًا سياسيًا واستراتيجيًا كبيرًا في المنطقة، وتغول إيران وتدخلها في شؤون المنطقة،* إضافة إلى الأزمة السورية وتداعياتها والوضع في اليمن، وتمدد ظاهرة الإرهاب مع بروز الإرهاب العابر للحدود، وتراجع اهتمام أمريكا بأمن المنطقة، وأيضًا تراجع أسعار النفط وظهور عجز في موازنات الكثير من دول المنطقة.

وقال: كل هذه الأحداث وغيرها تتطلب توثيق العلاقات العربية، خصوصًا بين القوتين العربيتين الأكبر في المنطقة وهما السعودية ومصر، فمن الناحية العسكرية تأتي مصر في المرتبة الرابعة عشرة عالميًا والأولى عربيًا، فيما تقدمت المملكة سبع مراتب في التصنيف العسكري لتأتي في المرتبة الواحدة والعشرين عالميًا والثالثة عربيًا، ومن الناحية الاقتصادية تشهد الدولتان حالة من التحول الاقتصادي للتوسع في الاعتماد على تنويع مصادر الدخل وتفعيل دور القطاع الخاص وزيادة الاستثمارات سواء برنامج التحول الوطني في المملكة، أو التوسع في الاستثمارات بمصر سواء في سيناء، أو محور قناة السويس، أو جنوب مصر.

وعن الصعيد السياسي، أوضح “ابن صقر” أن هناك توافقًا بين الرياض والقاهرة حول العديد من القضايا الإقليمية، حتى لو كان أحيانًا يوجد تباين في* وجهة نظر الدولتين حيال بعض القضايا، إلا أن التباين لا يصل إلى حد الاختلاف، بل يمكن الاستفادة منه في التكامل السياسي لصالح الدولتين، لذلك فإن العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر تقترب من المثالية الواقعية حيث توجد جوانب كبيرة جدًا من التوافق وكل ذلك يصب في صالح خدمة القضايا الإقليمية الحساسة واستقرار المنطقة.

وحول النتائج المتوقعة من الزيارة، اعتقد رئيس مركز الخليج للأبحاث أن نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحالية إلى مصر ومباحثاته مع الرئيس المصري، واجتماعات الوفدين الرسميين، ولقاءات رجال الأعمال من الجانبين سوف تُسفر عنها نتائج غاية في الأهمية، سواء على صعيد التعاون العسكري، السياسي، والاقتصادي بما يخدم العلاقات الإستراتيجية في المنطقة.

وأشار إلى أن هذه العلاقات قد أسس لها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ مع جلالة الملك فاروق ـ يرحمه الله ـ منذ النصف الأول من القرن العشرين، وتمخض عنها آنذاك تأسيس جامعة الدول العربية، ثم الزيارة التاريخية للملك عبد العزيز إلى مصر والتي استمرت 12 يومًا من 10 إلى 22 يناير 1946م، وكانت زيارة ناجحة بكل المقاييس،* أسست لعلاقات ثنائية رفيعة المستوى بين السعودية ومصر، بل أسست لمرحلة جديدة للمنطقة العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في ذلك الوقت.

Adsense Management by Losha